معاجم اللغة بصدد هذه المادة وفي الأساس :« كلب مسجور ومسجّر ومسوجر وقد سجرته وسجّرته وسوجرته : طوقته الساجور وهو طوق من حديد مسمّر بمسامير حديدة الأطراف، وبحر مسجور ومسجّر، وعين مسجورة ومسجّرة : مفعمة وسجر السيل الآبار والأحساء ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مرّ به السيل فملأه وسجر التنور ملأه سجورا وهو وقوده وسجره بالمسجرة وهي المسعر. ومن المجاز :
سجرت الناقة سجرا وسجّرت تسجيرا : مدّت حنينتها في إثر ولدها وملأت به فاها قال :
حنّت إلى برك فقلت لها : قرّي بعض الحنين فإن سجرك شائقي
و منه ساجرته مساجرة وهي المخالّة والمخالطة وهو سجيري وهم سجرائي لأن كل واحد منهما يسجر إلى صاحبه : يحنّ ومنه ماء أسجر وهو الذي خالطته كدرة وحمرة من ماء السماء يقال : إن فيه لسجرة وإنه لأسجر وقطرة سجراء وعين سجراء قال الحويدرة :
بغريض سارية أدرّته الصبا من ماء أسجر أطيب المستنقع
و عين سجراء : خالطت بياضها حمرة وإن في عينك لسجرة وفي أعناقهم السواجير أي الأغلال »
وقد مرّ شي ء من معنى هذه المادة في الطور وعلى هذا كثرت الأقوال في المراد بها هنا وقد أحصى القرطبي كعادته الأقوال فيه ونشير إليها بإيجاز :
١- وإذا البحار سجرت : أي ملئت من الماء فيفيض بعضها إلى بعض فتصير شيئا واحدا.
٢- وقيل أرسل عذبها على مالحها حتى امتلأت.
٣- وقيل صارت بحرا واحدا.
٤- وقيل يبست فلا يبقى من مائها قطرة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٩١
٥- وقيل أوقدت فصارت نارا.
٦- وقيل : هي حمرة مائها حتى تصير كأنها الدم.
(الْمَوْؤُدَةُ) قال في الأساس : وأد ابنته أثقلها بالتراب « و إذا الموءودة سئلت » وقال الفرزدق :
و جدي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يوأد »


الصفحة التالية
Icon