إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧)
اللغة :
(وَالطَّارِقِ) أصله كل آت ليلا ومنه النجوم لطلوعها ليلا ومنه قول جرير :
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٣٩
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا وقت الزيارة فارجعي بسلام
و قد نقدته سكينة بنت الحسين إذ قالت لرواية جرير قبح اللّه صاحبك وقبح اللّه شعره وأي وقت أشهى من الطروق وهو اسم فاعل من طرق طرقا وطروقا إذا جاء ليلا والمراد به هنا النجم وإنما سمي طارقا لطلوعه ليلا وكل من آتاك ليلا فقد طرقك ولا يكون الطروق إلا بالليل، قالت هند بنت عتبة :
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
تريد أن أبانا كالنجم في علوّه وشرفه وأصل الطرق الدق ومنه سمّيت المطرقة وإنما سمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه إلى طرق الباب أي دقّه غالبا ثم اتسع به في كل ما ظهر بالليل كائنا ما كان ثم اتسع كل التوسع حتى أطلق على الآتي نهارا وفي المصباح :« طرقت الباب طرقا من باب قتل وطرقت الحديدة مددتها وطرقتها بالتثقيل مبالغة وطرق النجم طروقا من باب قعد طلع وكل ما أتى ليلا فقد طرق وهو طارق والمطرقة بالكسر ما يطرق به الحديد » أما ابن جنّي فقد منع أن يأتي الطروق نهارا قال :« و أما قول العامة : نعوذ باللّه من طوارق الليل والنهار فغلط لأن الطروق لا يكون إلا بالليل والصواب أن يقال نعوذ باللّه من طوارق الليل وجوارح النهار لأن العرب تقول طرقه إذا أتاه ليلا وجرحه إذا أتاه نهارا ». وفي الصحاح :« الطارق : النجم الذي يقال له كوكب الصبح ».
(الثَّاقِبُ) المضي ء لثقبه الظلام، قال أبو عبيدة : العرب تقول :