و العجب من ابن خالويه فقد أعربها مفعولا به ولا أدري ما هي وجهة نظره، وأحد فاعل يعذب وقرى ء يعذب بالبناء للمجهول فيكون أحد نائب فاعل والضمير في عذابه يعود على الكافر وعبارة القرطبي بهذا الصدد هي :« فيومئذ لا يعذب عذابه أحد » أي لا يعذب كعذاب اللّه أحد ولا يوثق لوثاقه أحد والكناية ترجع إلى اللّه تعالى وهو قول ابن عباس والحسن وقرأ الكسائي
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٧٧
لا يعذب ولا يوثق بفتح الذال والتاء أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب اللّه الكافر يومئذ ولا يوثق كما يوثق الكافر. وقوله ولا يوثق إلخ عطف على الجملة السابقة ويقال في إعرابها ما قيل في الأولى وقد أورد ابن خالويه بحثا طريفا ننقله فيما يلي :« و لا يوثق نسق على يعذب والمصدر أوثق يوثق إيثاقا فهو موثق فإن قال قائل : هل يجوز همز يوثق كما همز يؤمن فقل ذلك غير جائز لأن أوثق فاء الفعل منه مثل أوفض يوفض وأسرع يسرع وأورى يوري وأوقد يوقد كل ذلك غير مهموز قال اللّه عزّ وجلّ : إلى نصب يوفضون والنار التي تورون وإنما يهمز من هذا ما كانت فاء الفعل منه همزة نحو آمن يؤمن لأن الأصل أأمن فاستثقلوا همزتين في أول كلمة فلينت الثانية فاعرف ذلك وإن كانت فاء الفعل ياء مثل أيسر وأيقن وأيفع الغلام انقلبت الياء واوا في المضارع لانضمام ما قبلها وسكونها ولم يجز أيضا همزها نحو يوقنون ويوفع الغلام ويوسر، وحدّثني أبو الحسن المقرئ قال : روى أبو خليفة البصري عن المازني عن الأخفش قال سمعت أباحية النميري يقول : يؤقنون مهموزة وأبو حيّة الذي يقول :
إذا مضغت بعد امتناع من الضحى أنابيب من عود الأراك المخلّق
سقت شعب المسواك ماء غمامة فضيضا بجادي العراق المروّق