إذا كان الأمر كما زعمت فما وجه قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم للرجل الذي استشاره في التزويج فقال له :« عليك بذات الدين تربت يداك » والنبي لا يدعو على أحد من المؤمنين؟ ففي ذلك أجوبة والمختار منها جوابان : أحدهما أن يكون أراد عليه السلام الدعاء الذي لا يراد به الوقوع كقولهم للرجل إذا مدحوه : قاتله اللّه ما أشعره وأخزاه اللّه ما أعلمه قال الشاعر في امرأة يهواها وهو جميل بثينة :
رمى اللّه في عيني بثينة بالقذى وفي الغر من أنيابها بالقوادح
و في وجهها الصافي المليح بقتمة وفي قلبها القاسي بودّ مماتح
و الجواب الثاني أن هذا الكلام مخرجه من الرسول صلّى اللّه عليه وسلم مخرج الشرط كأنه قال : عليك بذات البين تربت يداك إن لم تفعل ما أمرتك به وهذا حسن وهو اختيار ثعلب والمبرد ».
(مُؤْصَدَةٌ) مطبقة بالهمز وهي قراءة حفص وأبي عمرو وحمزة وبالواو الساكنة وهي قراءة الباقين وهما لغتان يقال : أصدت الباب وآصدته وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته وقيل معنى المهموز المطبقة ومعنى غير المهموز المغلقة ولم يفرق بينهما في القاموس.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٨٥
الإعراب :