جعل رزقي تحت ظل رمحي » (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) الفاء الفصيحة وأما حرف شرط وتفصيل واليتيم مفعول به مقدم لتقهر والفاء رابطة لجواب الشرط ولا ناهية وتقهر فعل مضارع مجزوم بلا وفاعله مستتر تقديره أنت أي لا تقهره على ماله فتذهب بحقه لضعفه وهذا تعليم سام أكده النبي بقوله :« خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال بإصبعيه : أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين » (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) منسوق على ما قبله والأولى أن يكون السائل أعم من أن يسأل المال أو العلم ليوافق التفصيل التعديد ويطابقه (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) منسوق أيضا وبنعمة متعلقان بحدّث والفاء غير مانعة لأنها بمثابة الزائدة والنعمة أعمّ من أن تشمل الدين والغنى والإيواء وما أفاء عليه من الغنائم وأتاح له من النصر والتحدّث بها
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥١٢
مندوب إليه لحفز الهمم ودفع النفوس إلى التأسّي والاقتداء، وما أجمل ما يروى عنه صلّى اللّه عليه وسلم قال :« إن اللّه جميل يحب الجمال » ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وروي أن شخصا كان جالسا عند النبي صلّى اللّه عليه وسلم فرآه رثّ الثياب فقال له صلّى اللّه عليه وسلم : ألك مال؟ قال : نعم فقال له صلّى اللّه عليه وسلم :« إذا آتاك اللّه مالا فلير أثره عليك » وفي الحديث أيضا « إن رجلا سأله صلّى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه إني أعمل البرّ وأخفيه عن المخلوقين ثم يطلع عليه فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال : لك في ذلك أجران أجر السر وأجر العلانية ».
البلاغة :


الصفحة التالية
Icon