و عبارة ابن خالويه :« قال ابن عباس : لا يغلب عسر يسرين تفسير ذلك أن في ألم نشرح عسرا واحدا ويسرين وإن كان مكررا في اللفظ لأن العسر الثاني هو العسر الأول واليسر الثاني غير الأول لأنه نكرة والنكرة إذا أعيدت أعيدت بألف ولام كقولك جاءني رجل فأكرمت الرجل فلما ذكر اليسر مرتين ولم يدخل في الثاني ألفا ولاما علم أن الثاني غير الأول ». وقال ابن هشام في كتابه الممتع مغني اللبيب في الباب السادس من الكتاب في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها « الرابع عشر قولهم إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى وإذا أعيدت معرفة أو أعيدت المعرفة معرفة أو نكرة كان الثاني عين الأولى، وحملوا على ذلك ما روي : لن يغلب عسر يسرين، قال الزجاج : ذكر العسر مع الألف واللام ثم ثنى ذكره فصار المعنى إن مع العسر يسرين. ويشهد للصورتين الأوليين أنك تقول : اشتريت فرسا ثم بعت فرسا فيكون الثاني غير الأول ولو قلت : ثم بعت الفرس لكان الثاني عين الأول وللرابع قول الحماسي :
صفحنا عن بني ذهل وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا
و يشكل على ذلك أمور ثلاثة : أحدها أن الظاهر في آية ألم نشرح أن الجملة الثانية تكرار للأولى كما تقول : إن لزيد دارا إن لزيد دارا
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥١٩


الصفحة التالية
Icon