مُنْفَكِّينَ) انفكاك الشي ء عن الشي ء أن يزايله بعد التحامه به كالعظم إذا انفكّ من مفصله والمعنى أنهم متعلقون بدينهم لا يتركونه ولا يرومون عنه انفكاكا، قال الأزهري :« ليس هو من باب ما انفك وما برح وإنما هو من باب انفكاك الشي ء عن الشي ء أي انفصاله عنه ».
(حُنَفاءَ) مائلين إلى الخير، قال أهل اللغة وأصل الحنف في اللغة الميل، وخصّه العرف بالميل إلى الخير وسمّوا الميل إلى الشرّ إلحادا وفي القاموس :« الحنف محرّكة : الاستقامة والاعوجاج في الرجل أو أن يقدّم إحدى إبهاميّ رجليه على الأخرى أو أن يمشي على ظهر قدميه من شق الخنصر أو ميل في صدر القدم وقد حنف كفرح وكرم فهو أحنف ورجل حنفاء وكضرب مال وصخر أبو بحر الأحنف بن قيس تابعي كبير والسيوف الحنيفية تنسب له لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفيّ والحنفاء القوس والموسى وفرس حذيفة بن بدر وماء لبني معاوية وشجرة والأمة المتلوّنة تكسل مرة وتنشط أخرى والحرباء والسلحفاة والأطوم لسمكة بحرية والحنيف كأمير الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه وكل من حجّ أو كان على دين إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلم والفقير والحذاء » إلى أن يقول :« و أبو حنيفة كنية عشرين من الفقهاء أشهرهم إمام الفقهاء النعمان » وعبارة ابن خالويه جيدة وهي « حنفاء نصب على الحال مثل ظريف وظرفاء والحنيف في اللغة المستقيم فإن قيل لك : لم سمّي المعوج الرجل أحنف؟ فقل تطيّروا من الاعوجاج إلى الاستقامة كما يقال للديغ سليم وللأعمى أبو بصير
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٤٢
و للأسود أبو البيضاء وللمهلكة مفازة، هذا قول أكثر النحويين فأما ابن الأعرابي فزعم أن المفازة ليست مقلوبة لأن العرب تقول : فوّز الرجل إذا مات ومثله جنّص قال الشاعر :
فمن للقوافي بعدها من يحوكها إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول يريد كعب بن زهير وجرول والحطيئة والحنيف ستة أشياء :