الْفَلَقِ) : الصبح قال الزمخشري :« الفلق والفرق : الصبح لأن الليل يفلق عنه ويفرق فعل بمعنى مفعول يقال في المثل : هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح ومنه قولهم سطح الفرقان إذا طلع الفجر » وقال الشاعر :
يا ليلة لم أنمها بتّ مرتقبا أرعى النجوم إلى أن قدر الفلق
و قال آخر يصف الثور الوحشي :
حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب
و هناك أقوال أخرى في المراد به يرجع فيها إلى المطولات، والأول أولى ولهذا ضربنا صفحا عنها.
(غاسِقٍ) الغاسق : الليل إذا اعتكر ظلامه قال الشاعر :
يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٦٢٣
(وَقَبَ) دخل ظلامه كل شي ء ويقال وقبت الشمس إذا غابت وفي الحديث « لما رأى الشمس قد وقبت » قال هذا حين حلّها يعني صلاة المغرب وهناك أقوال أخرى ليس هذا موضعها.
(النَّفَّاثاتِ) السواحر اللواتي تنفث في العقد التي تعقدها والنفث كما في المختار « شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وقد نفث الراقي من باب ضرب ونصر والنفاثات في العقد السواحر » وسيأتي المزيد من معناها في باب الفوائد.
الإعراب :
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) قل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وجملة أعوذ مقول القول وأعوذ فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا وبرب الفلق متعلقان بأعوذ ومن شر متعلقان بأعوذ وما اسم موصول مضاف إليه وجملة خلق صلة والعائد محذوف أي خلقه ويجوز أن تكون مصدرية (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) عطف على ما تقدم وإذا ظرف لمجرد الظرفية وجملة وقب في محل جر بإضافة الظرف إليها (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) عطف على ما تقدم أيضا وفي العقد متعلقان بالنفاثات (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) عطف على ما تقدم وإعرابه ظاهر.
الفوائد :


الصفحة التالية
Icon