قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس » قل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وجملة أعوذ مقول القول وأعوذ فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا وبرب الناس متعلقان بأعوذ وملك الناس وإله الناس بدلان أو صفتان أو عطفا بيان، وكرّر الإضافة فيهما زيادة للبيان. قال في الكشاف :« فإن قلت : فهلّا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة قلت : لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنّة للاظهار دون الإضمار » (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) جار ومجرور متعلقان بأعوذ والوسواس مضاف إليه والخناس صفة (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الذي نعت لوسواس قال في الكشاف :« يجوز في محله الحركات الثلاث فالجرّ على الصفة والرفع والنصب على الشتم » ويوسوس فعل مضارع وفي صدور الناس متعلقان بيوسوس (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بيان للذي يوسوس فمن بيانيّة، ويصحّ كونها ابتدائية متعلقة بيوسوس أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة ومن جهة الناس.
و يصحّ كونها تبعيضية أي كائنا من الجنة والناس. وفي الخطيب قيل أنه بيان للناس الذي هو في صدورهم فقد قيل إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٦٢٦
الفوائد :
١- عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لقد أنزلت عليّ سورتان ما أنزل مثلهما وإنك لن تقرأ سورتين أحبّ ولا أرضى عند اللّه منهما، يعني المعوّذتين ويقال للمعوذتين المقشقشتان.
٢- أجمع جميع القرّاء في هذه السورة على إسقاط الألف من ملك بخلاف الفاتحة فاختلفوا فيها كما تقدّم.
٣- روي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ قل هو اللّه أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده.
يصنع ذلك ثلاث مرات.