المجاز في قوله :« فسيروا في الأرض » والعلاقة في هذا المجاز ما يؤول اليه أمر السير في الأرض، وتملّي الآثار المعروضة، واستجلاء ما تركه الأولون من مخلفات ينبغي الاستبصار بها. وقد رمق أبو الطيب سماء هذا المجاز الرفيع بقوله :
تتخلف الآثار عن أصحابها حينا ويدركها الفناء فتتبع
ثم تساءل :
أين الذي الهرمان من بنيانه؟ ما قومه؟ ما يومه؟ ما المصرع
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٣٩ الى ١٤١]
وَ لا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١)
اللغة :
(تَهِنُوا) تضعفوا، وأصله توهنوا، فحذفت الواو لوقوعها بين
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٥٩
ياء وكسرة في الأصل. لأن الفعل وهن بالفتح في الماضي وبالكسر في المضارع.
(القرح) : بفتح القاف وتضم أيضا، وقيل : هو بالفتح الجراح وبالضم ألمها، وقد قرى ء بهما.
(نُداوِلُها) نصرفها بين الناس نديل تارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء، ودالت له الدول، ودالت الأيام، وأدال الله بني فلان من عدوهم جعل الكرة لهم عليه.
قال أبو البقاء الرندي يرثي الأندلس :
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
(التمحيص) التصفية والتطهير. (يَمْحَقَ) يهلك.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon