كَأَيِّنْ) بمعنى كم في الاستفهام والخبر. وهي مركبة من كاف التشبيه ومن أي الاستفهامية وقد حدث فيها بعد التركيب معنى التكثير المفهوم من كم الخبرية، ولا تتعلقان بشي ء لأنهما صارتا بمنزلة كلمة واحدة ولذلك رأى أبو حيان أن تكون « كأين » كلمة بسيطة غير مركبة، ولم أجد من يؤيده وإن كان رأيه جميلا سهلا وهي توافق كم الخبرية في خمسة أمور : ١- الإبهام ٢- الافتقار إلى التمييز ٣- البناء ٤- لزوم التصدير ٥- إفادة التكثير أو التكثير تارة والاستفهام تارة أخرى. قال أبي لابن مسعود كأين تقرأ سورة الأحزاب آية؟ قال :
ثلاثا وسبعين. وتخالف كم في خمسة أمور ١- أنها مركبة وكم بسيطة ٢- أن مميزها مجرور بمن غالبا حتى زعم بعضهم لزومه وهو مردود بما رواه سيبويه ويونس أنهما سمعا من يقول كأي رجلا ٣- أنها لا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٦٨
تقع استفهامية عند الجمهور ٤- أنها لا تقع مجرورة فلا تقول بكأين تبيع هذا؟ وأجازه بعضهم ٥- أن خبرها لا يقع مفردا، قال زهير :
و كائن ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم
و قال الخليل وسيبويه : هي « أي » دخلت عليها كاف التشبيه وثبتت معها فصارت بعد التركيب بمعنى كم وصورت في المصحف نونا لأنها كلمة نقلت عن أصلها فغير لفظها لتغير معناها، فتصرفت فيها العرب بالقلب والحذف فصار فيها أربع لغات قرى ء بها : احداها « كائن » كقول زهير، والثانية كأي مثل كعيّن وهو الأصل، والثالثة كأين مثل كعين، والرابعة كيئن بياء ساكنة بعدها همزة مكسورة.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٤٧ الى ١٤٨]
وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١٤٧) فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨)
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon