و الكلام معطوف على ما هو من مضمون الشرط، كأنه قيل : فليسوا أنصارا لكم حتى تطيعوهم بل اللّه، وقرى ء اللّه بالنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : بل أطيعوا اللّه، ومولاكم بدل منه (وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) الواو عاطفة وهو مبتدأ وخير الناصرين خبره (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) كلام مستأنف مسوق على طريق الالتفات
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٧١
للتنبيه على هول ما سيلقيه تعالى في قلوبهم، والسين حرف استقبال ونلقي فعل مضارع مرفوع وفاعله نحن وفي قلوب جار ومجرور متعلقان بنلقي والذين اسم موصول في محل جر بالإضافة وجملة كفروا صلة لا محل لها والرعب مفعول به لنلقي (بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) بما الباء حرف جر وما مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بنلقي أي : بسبب اشراكهم أو ما اسم موصول والجملة صلة، وباللّه جار ومجرور متعلقان بأشركوا وما اسم موصول مفعول أشركوا وجملة لم ينزل به سلطانا صلة الموصول وبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة ل « سلطانا » وسلطانا مفعول ينزل (وَمَأْواهُمُ النَّارُ) الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق لبيان أحوالهم في الآخرة بعد بيان أحوالهم في الدنيا من الخذلان المبين، ومأواهم مبتدأ والنار خبره ويجوز العكس ولعله أولى (وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) الواو استئنافية وبئس فعل ماض جامد لإنشاء الذم ومثوى فاعل مضاف لمقترن ب « ال » والظالمين مضاف اليه والمخصوص بالذم محذوف تقديره : النار.
البلاغة :
١- الالتفات في قوله تعالى :« سنلقى » فقد التفت من الغيبة الى التكلم للاهتمام بما يلقيه تعالى في قلوبهم.


الصفحة التالية
Icon