و الجملة معطوفة على المحذوف الذي هو مستأنف (كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ) كمن الكاف حرف جر ومن اسم موصول في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر « من » أو الكاف اسم بمعنى مثل خبر ومن مضاف إليه وجملة باء صلة الموصول وبسخط جار ومجرور متعلقان بباء ومن اللّه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الواو حرف عطف ومأواه مبتدأ وجهنم خبره والجملة عطف على الصلة، أي : وكمن مأواه جهنم. ولك أن تجعل الواو استئنافية، وعلى كلا الوجهين لا محل لها من الاعراب وبئس الواو عاطفة أيضا وبئس فعل ماض جامد لإنشاء الذم والمصير فاعل والمخصوص بالذم محذوف، أي جهنم (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) كلام مستأنف مسوق لبيان التفاوت ما بين الفريقين كما سيأتي في باب البلاغة وهم مبتدأ ودرجات خبر وعند اللّه ظرف متعلق بمحذوف صفة لدرجات واللّه الواو استئنافية واللّه مبتدأ وبصير خبر وبما جار ومجرور متعلقان ببصير وجملة يعملون صلة.
البلاغة :
في هذه الآيات فنون شتى يضيق عنها العدّ ويمكن إيجازها على الوجه التالي :
١- المبالغة في النهي، وقد وردت المبالغة على هذه الصيغة كثيرا في القرآن، كقوله تعالى :« ما كان لنبي أن يكون له أسرى »،
« ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ».
٢- والغلول أولى بأن يبالغ فيه، لأن تصور المبالغة على وجه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٩٤