و من القصائد البديعة التي تغلغل التجريد الى أبياتها قصيدة الصمة بن عبد اللّه في صاحبته ريا، ونوردها كاملة ففيها لعشاق الأدب سلوى وتأساء :
حننت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعباكما معا
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا
فقا ودعا نجدا ومن حلّ بالحمى وقل لنجد عندنا أن يودّعا
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربا وما أحسن المصطاف والمتربّعا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٩٩
و ليست عشيّات الحمى برواجع إليك ولكن خلّ عينيك ت
دمعا ولما رأيت البشر أعرض دوننا وحالت بنات الشوق يحننّ ن
زّعا بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا
معا تلفّت نحو الحي حتى حسبتني وجعت من الإصغاء ليتا وأ
خدعا وأذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدّعا
الفوائد :
تخفف « إنّ » المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل فتهمل لزوال اختصاصها، وتدخل على الخبر لام تسمى اللام الفارقة، مثل : إن خالد لمسافر، فرقا بينها وبين إن النافية، وإذا وليها فعل كانت مهملة حتما، ويكون هذا الفعل من النواسخ أي كان وظن وأخواتهما، ولا بد من دخول هذه اللام على هذه الأفعال. وقد أعملها بعض العرب في القسم الأول على قلة فقالوا يجوز أن نقول : إن خالدا لمسافر، ولهذا أخطأ الزمخشري وخالف كتابه المفصل عند ما أعملها في قولها
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٠٠
تعالى :« و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين » عند ما قدر اسمها اسما ظاهرا أي إن الشأن والحديث. وقد تبع الزمخشري في الخطأ الجلال وأبو السعود، وجلّ من لا يسهو.
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٦٥]
أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١٦٥)
الإعراب :