و الحرائر في السهولة واليسر، تجد منها شيئا في باب الفوائد (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) الواو عاطفة وآتوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنساء مفعول به وصدقاتهن مفعول به ثان ونحلة نصب على المصدر، لأن النحلة والإيتاء مترادفان بمعنى الإعطاء، فكأنه قيل : وانحلوا النساء صدقاتهن نحلة، أي أعطوهن مهورهن عن طيبة نفس. ويجوز نصبها على الحال من المخاطبين بعد تأويلها بالمشتق، أي آتوهن صدقاتهن ناحلين طيبي النفوس بالإعطاء، أو على الحال من « صدقاتهن » أي : منحولة معطاة عن طيبة نفس.
و قيل : نحلة من اللّه أي عطية من عنده وتفضلا منه عليهن. وقيل النحلة : الملة والدين. والمعنى : آتوهن مهورهن ديانة، فتعرب عندئذ مفعولا لأجله. وإنما أوردنا هذه الاوجه لأنها متعادلة الرجحان (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً) الفاء استئنافية وإن شرطية وطبن فعل ماض مبني على السكون ونون النسوة فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط ولكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال وعن شي ء جار ومجرور متعلقان بطبن ومنه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لشي ء ونفسا تمييز (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) الفاء رابطة لجواب الشرط وكلوه فعل أمر ومفعول به وهنيئا مريئا صفتان لمصدر محذوف أي : أكلا هنيئا مريئا، أو حال من الضمير أي : كلوه وهو هني ء ومري ء.
البلاغة :
في هذه الآية فن التغليب، فقد قال : فانكحوا ما طاب لكم، ولم يقل « من » كما هو المتبادر في استعمال « من » للعاقل و « ما »
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٥٥
لغير العاقل تغليبا، لأن « ما » تأتي لصفات من يعقل، وقد وصفهن بالطيب، فصح استعمال « ما »، وهذا سر بديع تقيس عليه ما يرد منه، فتدبره واللّه يعصمك.
الفوائد :