قدر واقتدر، فمعنى اقتدر أقوى من معنى قدر، فلذلك قال تعالى :
« فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ». وقد تطلّع أبو نواس الى هذه النكتة فقال :
فعفوت عني عفو مقتدر حلت له نقم فألغاها
أي : عفوت عني عفو متمكّن من القدرة لا يرده شي ء عن إمضاء قدرته.
الفوائد :
(كَفى ) فعل ماض على الأصح تزاد الباء في فاعله، كما في هذه الآية. وقد تزاد في المفعول به كقول أبي الطيب المتنبي :
كفى بجسمي نحولا أنني رجل لولا مخاطبتي إياك لم ترني
و قلّ أن يجي ء فاعل كفى مجردا من الباء كقول سحيم :
عميرة ودّع ان تجهّزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
و لا تزاد الباء في فاعل كفى أو مفعولها إذا كانت بمعنى أجزأ أو أغنى كقوله :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٦٣
قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل
و لا كفى التي بمعنى وقى من الوقاية، كقوله تعالى :« و كفى اللّه المؤمنين القتال ». هذا وقد انتقدوا على أبي الطيب زيادتها في فاعل كفى بمعنى أجزأ أو أغنى إذ قال :
كفى ثعلا فخرا بأنك منهم ودهر لأن أمسيت من أهله أهل
و قد أفاض النقاد في شرح هذا البيت، فارجع إليه في ديوانه.
التشدد في أمر اليتيم :
و قد تشددت الشريعة الاسلامية في أمر اليتيم ومعاملته بما هو معروف، على أنها جعلت للوصي حقا لقيامه على أمواله، فعن النبي صلى اللّه عليه وسلم : أن رجلا قال له : إن في حجري يتيما أفآكل من ماله؟ قال : بالمعروف، غير متأثّل مالا ولا واق مالك بماله. فقال :
أ فأضربه؟ قال : مما كنت ضاربا منه ولدك.
[سورة النساء (٤) : آية ٧]
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (٧)
الإعراب :
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) كلام مستأنف
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٦٤