و المربي : الذي يسوس من يربيه ويدبره فهو اسم فاعل حذفت ألفه كما قيل : بارّ وبرّ وقيل : مصدر وصف به ويقيّد بالإضافة نحو رب الدّار من ربّه يربّه وقيل : هو صفة مشبّهة مصوغة من فعل متعدّ فلا بد من تقديره لازما بالنقل الى فعل بالضم (الْعالَمِينَ) جمع عالم بفتح اللام وجمع جمع المذكر السالم العاقل تغليبا والمراد به جميع الكائنات ولذلك أدرجه النّحاة فيما ألحق بجمع المذكر والنّكتة فيه هي أن هذا اللفظ لا يطلق عند العرب على كل كائن وموجود كالحجر والتراب وإنما يطلقونه على كل جملة متمايزة لأفرادها صفات تقربها من العاقل الذي جمعت جمعه وان لم تكن منه فيقال : عالم الإنسان، وعالم الحيوان وعالم النبات والعالم لا واحد له من لفظه ولا من غير لفظه لأنه جمع لأشياء مختلفة (الدِّينِ) : الجزاء ويوم الدّين : يوم الجزاء ومنه قول العرب :« كما تدين تدان » وقول الشاعر :
و لم يبق سوى العدوا ن دناهم كما دانوا
و الدّين ايضا : الطاعة كقوله تعالى « في دين الملك »، والدّين أيضا : الملّة قال المثقّب العبديّ :
تقول إذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ١٤
(الصِّراطَ) : الطّريق الواضح والمنهاج، قال جرير :
أمير المؤمنين على صراط إذا اعوجّ الموارد مستقيم
و في الصراط أربع لغات : السّراط بالسّين من سرط الشي ء إذا بلعه وسمي الطريق سراطا لجريان الناس فيه كما يجري الشي ء المبتلع والصراط وبالزاي خالصة وبإشمام الصاد الزاي وكل هذه اللغات قد قرى ء به ويذكّر ويؤنّث وتذكيره أكثر.
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon