٤- وقال أبو البقاء : في هذا الوجه يكون « للذين يعملون السوء » حالا من الضمير في قوله « على اللّه » والعامل فيها الظرف والاستقرار، أي : ثابتة للذين، وأجاز أبو البقاء أن يكون الخبر « للذين » ويتعلق « على اللّه » بمحذوف ويكون حالا من محذوف أيضا والتقدير : إنما التوبة إذا كانت أو إذ كانت على اللّه للذين، وكان تامة وصاحب الحال ضمير الفاعل لكان. وإنما أوردنا هذه الأقوال للتدريب على ما راض علماؤنا أنفسهم على فهم كتاب اللّه تعالى، وما أوردناه كاف.
[سورة النساء (٤) : آية ١٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩)
اللغة :
(تَعْضُلُوهُنَّ) مضارع عضل على فلان أي ضيّق عليه أمره وحال بينه وبين ما يريد. والعضل الحبس والتضييق، وعضّلت المرأة بولدها إذا اختنقت رحمها به فخرج بعضه وبقي بعضه، فيكون استعمال ذلك مجازا. ومن رائع الشعر قول أوس :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٨٦
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة معضّلة منا بجمع عرمرم
و ردّد النابغة هذا المعنى فقال يصف جيشا :
لجب يظلّ به الفضاء معضّلا يدع الإكام كأنهن صحاري
و المراد به هنا في الآية : لا تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهنّ حتى ترثوا منهن وهنّ غير راضيات. وكان الرجل إذا تزوج امرأة، ولم تكن من حاجته، حبسها مع سوء العشرة والقهر، لتفتدي منه بمالها وتختلع، فقال تعالى :« و لا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ». هذا وقد تقدم الكلام عن وقوع العين والضاد فاء وعينا للكلمة، وما ترمز اليه حينئذ من معاني القوة والشدة.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon