إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٨٨
اللغة :
(القنطار) تقدم القول فيه، والمراد به هنا المال العظيم، من قنطرت الشي ء إذا رفعته، ومنه القنطرة : لأنها بناء مشيد، قال :
كقنطرة الرومي أقسم ربّها لتكتنفن حتى تشاد بقرمد
(البهتان) أن تستقبل الرجل بأمر قبيح تقذفه به وهو بري ء منه، لأنه يبهت عند ذلك، أي : يتحير. ومن الأبيات التي استعمل فيها لفظ بهت، وعبرت تعبيرا نفسيا قوله :
و ما هي إلا أن أراها فجاءة فأبهت حتى ما أكاد أجيب
و جميع الأفعال التي فاؤها باء وعينها هاء تتعلق بشعور نفساني، وقد أحصينا الكثير منها فلم يشذ واحد منها على هذا التحديد العجيب، فمن ذلك بهج به وابتهج أي سره ذلك، وهو أمر يتعلق بصميم النفس قال النابغة :
كمضيئة صدفيّة غوّاصها بهج متى يرها يهلّ ويسجد
و بهره غلبه، وبهرا دعاء عليه بالغلبة. قال عمر بن أبي ربيعة :
ثم قالوا : تحبها؟ قلت : بهرا عدد الرّمل والحصى والتراب
و بهرج في كلامه أي خالطه بما يسوء النفس. والكلام في هذا يطول.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٨٩
الاعراب :