أما ابن طوف فقد أوفى بذمته كما وفى بقلاص النجم حاديها
و يقال لمن لم يوف الكيل : أخسر الكيل، ولمن لم يوف العهد :
غدر ونقض. ونقض العهد والوعد، وهما شى ء واحد.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٠١
(العقود) : جمع عقد بالفتح، وهو مصدر استعمل اسما فجمع، وهو العهد الموثق شبه بعقد الخيل ونحوه، قال الحطيئة :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدّوا العناج وشدّوا فوقها الكربا
و هو في الأصل موضوع للأجسام الصلبة، كعقد الحبل وعقد البناء، ثم يستعار ذلك للمعاني، نحو عقد البيع والعهد وغيرهما، فالعقد أخصّ من العهد والمراد بالعقود ما يتعاقدون عليه.
(البهيمة) كل ذات أربع في البر والبحر، وقيل : ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، ولكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير، قاله الراغب. وروي عن الزجّاج أن البهيمة من الحيوان ما لا عقل له مطلقا. وفي القاموس : البهيمة كل ذات أربع قوائم ولو في الماء، أو كل حيّ لا يميز، جمعه بهائم.
(الْأَنْعامِ) : هي الإبل والبقر والغنم والجواميس. وإضافة بهيمة الى الأنعام للبيان. كشجر الأراك. أي : أحل لكم أكل البهيمة من الأنعام. وذهب بعضهم الى أن الاضافة على معنى التشبيه، أي :
أحلت لكم البهيمة المشابهة للأنعام، قيل : في الاجترار وعدم الأنياب، والأولى أن يقال : إن وجه الشبه المقتضي للحل هو كونها من الطيبات التي هي الأصل في الحلّ. وقال الحريري في درة الغواص :« و من ذلك أنهم يظنون الأنعام بمعنى النّعم، وقد فرقت العرب بينهما فجعلت النعم اسما للإبل خاصة، أو للماشية التي هي فيها، وجعلت الأنعام اسما لأنواع المواشي. حتى إن بعضهم أدخل فيها الظباء وحمر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٠٢
الوحش تعلقا بقوله تعالى :« أحلت لكم بهيمة الأنعام ». وقال الراغب :