صفحة رقم ١٠٢
- الثالث : طلب المعونة عبادة خاصة وإياك نعبد عامة، والعام مقدم على الخاص قوله تعالى :( اهدنا الصراط المستقيم (.
قال ابن عرفة : الطّلب من الأدنى للأعلى سؤال عند المنطقيين ودعاء عند النحويين.
ومنهم من قال : إن كان لله تعالى فهو دعاء، ( وإن كان ) لغيره ( فهو ) أمر.
والهداية ( لها معنيان خاص وعام ) ( فالأعم ) الإرشاد سواء كان للخير أو للشر، والأخص الإرشاد إلى طريق الخير والمراد هنا الأخص.
والصراط قيل : هنا الطريق وقيل : الطريق الموصلة للآمر الملائم وهو طريق الخير كأنه مأخوذ من السّرط وهو ( الإبلاغ ).
والإنسان ما يتبلغ إلا ما هو ملائم له، وَصَفَهُ على هذا بالمستقيم لأن طريق الخير قسمان قريبة، وبعيدة : فالمستقيم نصّ ( اقليدس ) على أنه أقرب خطين بين نقطتين فالخط المستقيم أقرب من المعوج فلذلك وصفه على هذا بالمستقيم.
قال ابن عرفة : ولمّا قال ( إياك نعبد ) أوهم أن للإنسان في العبادة ( ضربا ) من المشاركة والاختيار، فعقبه بطلب الهداية


الصفحة التالية
Icon