صفحة رقم ١٦١
قال أبو البقاء : جملة مستأنفة، وقيل : في موضع نصب على الحال فتعقبه أبو حيان بأن ما بعد الفاء لا يكون حالا.
قال : لأنّ الفاء للترتيب، والحال مقارنة لا ترتيب فيها.
قال ابن عرفة : الحكم بكون الفاء تمنع عمل ما قبلها فيما بعدها صحيح إلا أن هذا التعليل باطل لأنا نقول : تكون الحال مقدرة لا محصلة قال : وقوله : فهم لا يرجعون.
قيل : إنه خبر وقيل دعاء.
قال ابن عرفة : لا يتمّ كونه دعاء إلا أنّهم صمّ حقيقة، فإن أريد به المجاز فلا يصح الدعاء عليهم به.
قيل لابن عرفة : ولا يصح كونه حقيقة لأن مقتضاه لم يقع.
فقال : الدّعاء ليس من الله ( فيلزم حصول متعلقه ) بل هو ( أمر ) للنّبي والملائكة.
فالدّعاء عليهم بهذا اللفظ لا يلزم وقوعه فإنه تحصل للدّاعي مطلوبه، وقد لا يستجاب له، ويثاب على الدّعاء.
قال ابن عطية : وقال غيره، معناه : لا يرجعون، ما داموا على الحال التي ( وصفهم بها ).
قال ابن عرفة : هذا تحصيل الحاصل.