صفحة رقم ١٦٥
وقال ابن عرفة : وجمع الأصابع إشارة إلى شدة تحيرهم وخوفهم وأنّهم لم يتأمّلوا ويهتدوا حتى يجعلوا إصبعا واحدة ( ( وهي السبابة فهم تارة يجعلون هذا وتارة هذا حتى ( يجعلوا ) الجميع ) ).
قوله تعالى :( مِّنَ الصواعق حَذَرَ الموت.
..
( أي حذرا من أن يقرع ذلك الصوت أسماعهم فيموتون.
قال ابن عرفة : واختلفوا في وجه التشبيه ( فهو عندي كما قرره ) بعضهم راجع لتشبيه محسوس أي : أن المنافقين في خوفهم وفي حيرتهم مشبهون بمن يدركه هذا الصيب والرعد والبرق.
قوله تعالى :( والله مُحِيطٌ بالكافرين ( ( هذه ) تسلية للنّبي صلى الله عليه وسلّم.
والمراد بالكافرين إمّا المنافقين أي لا تهتم بأمرهم فالله يكفيكهم فإنه محيط بهم إحاطة هلاك في الدنيا ( وعذاب ) في الآخرة، أو المراد عموم الكافرين هؤلاء منهم، وهذا كالاحتراس لأنه لما أخبر عنهم أنّهم في غاية الخوف والحذر من المؤمنين شبّههم بمن ( يسدّ أذنيه خشية ) الموت، والخائف في ( مظنة ) ( السلامة لأنه يكون على حذر من عدوه وتحرز منه ويرتكب أسباب النجاة فأخبر الله تعالى أنّهم ليسوا من هذا القبيل