صفحة رقم ١٦٨
قلنا : أفاد أنهم لا يمشون إلا في موضع الضوء خاصة، ولا يستطيعون المشي في غيره.
فإن قلت : ما أفاد قوله ( عَلَيْهمْ ) ؟ قلنا : التنبيه على أنّ تلك الظّلمات عقوبة فهي ظلمة عليهم ولأجلهم فليست على غيرهم بوجه.
قوله تعالى :( وَلَوْ شَآءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ.
..
( فإن قلت : هلا علقت المشيئة بما ( تحذروا ) منه، وهو الموت لأنهم لم يتحذروا من الصمم والعمى ؟ والجواب : أن الموت أمر غالب عام متكرر في العادة ليس لأحد مقدرة عن التحرز منه ( وأما ذهاب السمع والبصر فهو نادر ليس بعام يمكن المخالفة فيه وادّعاء الحذر منه ) ( بالتحرز ) والتحصن بأسباب النجاة فلذلك أسندت ( المشيئات ) إليه.
قلت :( أو ) لأنهم لم يتحرّزوا من الموت ألاّ بسدّ سمعهم فلذلك أسند الذهاب إليه.
قال الطيبي : والآية حجّة لمن يقول : إن القدرة ( تتعلق ) بالعدم الإضافي لأن المعنى : لو شاء الله أن يعدم سمعهم لعدمه.