صفحة رقم ١٩٢
فالجواب : أنّ ( لم ) خلصت الفعل ( ( ولن ) ) دخلت على الجملة فخلصتها.
قال بعض الناس : فإذا قلت : إن لم يقم زيد قام عمرو فلم يقم مستقبل باعتبار ما مضى.
والمعنى أن يقدر في المستقبل أنه لم يقم ( زيد ) فيما مضى فقد قام عمرو.
ونظيره ما أجابوا به في قوله تعالى ) إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ( لأن الشرط يخلص الفعل للاستقبال والمعنى يدل على أنه ماض.
قالوا : المراد أن ( يقول ) في المستقبل إني إن قلته فيما مضى فقد عملته فكذلك هنا.
فإن قلت : لم عدلوا في قولك : إن قام زيد قام عمرو إلى لفظ الماضى والأصل أن يعبروا بالمستقبل لفظا ومعنى ؟ قلت : إما لتحقيق قيامه في المستقبل حتى كأنه واقع أو التفاؤل بذلك أو للتنبيه على أن قيامه محبوب مراد وقوعه.
فإن قلت :( كان يلزمهم ) أن يعبروا بإذا ( موضع إن ) ؟ قلت : إذا لا تدخل إلا على المحقق وقوعه وإن تدخل على الممكن وقوعه، وعلى المحال مثل ) قُلْ إِن كَانَ للرحمن وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين ( فإن أعم من أن تكون في هذا وفي هذا.