صفحة رقم ٢١٥
وهذا هو عين مذهب أهل ( السنة )، لأن جميع الأشياء كائنة بإرادة الله وقدرته.
وأراد الزمخشري سؤالاً ( أ ) قال : إن قلت : لم قال :' يضل به كثيراً ' وهم قليلون قال تعالى :) وقليلٌ مِنْ عِبّادِيَ الشَّكُورُ ( وقال :) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَليِلٌ مَّا هُمْ ( ؟
قال ابن عرفة : السؤال غير وارد لأن الشكور أخص من الشاكر، والشاكر مهدي فلا يلزم من كون الشاكر قليلاً أن يكون المهدي قليلاً.
قال : والآية الأخرى تقتضي نسبة العلة لمن آمن وعمل الصّالحات وهو أخص ممن اتصف بمطلق الإيمان ومطلق الاهتداء فلو قدر السؤال ب قوله تعالى :( ومَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِين (.
لكان صحيحاً متوجها.
قيل لابن عرفة : إنما السؤال غير وارد على مذهبنا، وأما عند الزمخشري وسائر المعتزلة فهو وارد لأن المؤمن عندهم هو الذي عمل.
قال : بل هو غير وارد عندهم لأن من آمن الإيمان الحقيقي الكامل ( واخترمته المنية ) إثر ذلك ولم يمض عليه زمن عمل ( فيه ) الصّالحات هو مؤمن باتفاق منا ومنهم.


الصفحة التالية
Icon