صفحة رقم ٢٢٦
فأجاب بأن الإحياء الأول غير متراخ عن الموت، ولذلك كان الإحياء الثاني متراخ عن الموت ورده ابن عرفة : بأنّه إن أراد أول أزمنة الموت فالإحياء الأول متراخ عنه فهلا عطف بثم ؟ ( وإن ) أراد آخر أزمنة الموت فالإحياء الثاني ( عقيبه ) من غير تراخ بوجه.
قيل له : الإحياء الأول ليس بينه وبين الموت الذي قبله فاصل بوجه، وبينه وبين الموت الذي بعده فواصل، وهي التكاليف التي أمرنا الشرع بها.
فلما كانت معتبرة شرعا جعل زمن الحياة ( ممتدّا ) متراخيا، فعطف عليه الموت بثم.
قال ابن عرفة : هذا ( يعكر ) عليكم في قوله تعالى :( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ( لأنه ليس بينه وبين الموت الذي قبله أيضا فاصل.
قال : وإن كان ( يظهر ) لنا الجواب عن ذلك السؤال بأن الموت الأول لسنا نشاهده، ولا ( نحن ) نعلمه إلا من جهة الخبر والعلم به إن تطاول زمانه يأتينا دفعة واحدة يجعل ( كأنه شيء واحد والحياة الدنيا مشاهدة لنا ضرورية وزمانها لا نعلمه دفعة واحدة ) وإنما نعلمه شيئا بعد شيء إذ لا يدري أحدنا مقدار عمره ما هو ؟ فالإماتة متراخية عنه فاعتبر ( فيه ) التراخي، والحياة الثانية أيضا إنما


الصفحة التالية
Icon