صفحة رقم ٢٣٣
وكذا قال الزمخشري في قوله تعالى في سورة يس ) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ( ( الزمخشري ) إن قلت : هذه الآية تقتضي تقدم خلق الأرض على خلق السماء، وقوله في سورة النازعات :) والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَآ ( يقتضي تأخر ( خلق ) الأرض على ( خلق ) السّماء، ) ( والآيتان متعارضتان ) ؟ فالجواب : بأن ( خلق الأرض متقدم على خلق السماء ) ودحوها وتسويتها متأخر عن خلق السماء.
ورده القاضي العماد بأن هذه الآية تقتضي تقدم ( خلق ) جميع ما في الأرض على خلق السماء، وخلق ما في الأرض متأخر عن ( دَحوِها ) وتسويتها بلا شك، فيكون دحوُها متقدما على خلق السماوات فما زال السؤال واردا.
وكذلك قوله في فصلت :) قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ ( ثم قال :) ثُمَّ استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ ( ولا جواب عنه إلا أن يكون ثم للمهلة المعنوية، وهي بعد ما بين المنزلتين.


الصفحة التالية
Icon