صفحة رقم ٢٣٦
وهذا مع قطع النظر عن الكلام القديم الأزلي لأنه يستحيل عليه الزمان ويستحيل نسبة ( التقدم ) والتأخر إليه.
ق ابن عطية : قال ابن عباس هما : كانت الجن قبل بني آدم ( في الأرض ) فأفسدوا، وسفكوا الدّماء، فبعث الله إليهم قبيلا من الملائكة، فقتلت بعضهم وهربت باقيهم، وحصروهم إلى البحار، ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة.
ق ابن عرفة : هذا يدل على أن الجنّ أجسام كبني آدم لأجل القتل والمبالغة فيه.
قيل لابن عرفة : كيف يفهم هذا مع قوله تعالى ) هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأرض جَمِيعاً ( إنّ اللاّم في ( لَكُم ) تقتضي اختصاصه بنا ؟ فقال : لعل اللاّم هنا ليست للاختصاص ولو سلمنا أنها للاختصاص يكون ما في الأرض لهم، ( ويلزم منه ) كونه قاصرا عليهم فهو خلق لهم ولا ينافي أن يكون ( خلقا ) لغيوهم.
قال ابن عرفة : وظاهره أنه ( قيل ) لهم ذلك مباشرة ( ونص المحدثون ) على أن الراوي إذا قال : قال رسول الله : إنه من قبيل المسند لكنه عندهم يحتمل السّماع مباشرة أو بواسطة ( لكن الصحابي ) إنما يروى عن صحابي


الصفحة التالية
Icon