صفحة رقم ٢٤٩
( فإن قلت : هلاّ قيل : فأنبأهم بأسمائهم.
فقال :) أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ ( الآية ؟ قلت : الجواب ما قال بعضهم : من أن حكمته الإشعار بترتيب المجازات على الفعل ( فيؤخذ ) منه جواز ( الثناء ) على الإنسان بما فيه من المحاسن لكن في غيبته لئلا يقع ( في نفسه ) كبر وعجب وإن كان ( الإنسان ) هنا سالما من ذلك.
قال الطيبي : ويؤخذ من الآية أن علم اللغَة والحِكْمة أفضل من علم العبادة فضلا عن علم الشريعة / لأن آدم عليه السلام فضل على الملائكة لاختصاصه بعلم الأسماء وهذا راجع إلى حفظ اللغة وهم لم يحتجوا إلا بكمال التسبيح والتقديس.
فقال ابن عرفة : إنّما يؤخذ منه أن علم اللّغة له فضل وشرف لا أنه أفضل من العبادة.
قال ابن عطية : قال بعض العلماء في قوله تعالى :( فَلَمَّآ أَنبَأَهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ( نبوءة ( لآدم ) عليه السلام إذ أمره الله أن ينبيء الملائكة بما ليس عندهم من علم الله.
وكذا قال ابن الخطيب : إنّه احتجّ بها من قال : إنّ آدم عليه السلام رسول، ورد هذا ( بوجوه ) : الأول : قال الفخر الرازي : الأنبياء معصومون وهو قد أهبط بعد ذلك من الجنة لأكله من الشجرة فلا يصح كونه رسولا.