صفحة رقم ٢٧٠
قال ابن عرفة : إنما قال ذلك لأن كفرهم به قد وقع في الوجود إما قبل كفر غيرهم أو بعده، فالنهي عنه من تكليف ما لا يطاق وهو ( عنده ) غير جائز فلذلك قدر المضاف.
قوله تعالى :( وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً.
..
(.
عظم الآيات بالجمع والإضافة إليه إضافة تشريف وحقر الثمن بالإفراد، والوصف بالقلة، فهو حقير في قدره ( وفي صفته ).
قوله تعالى :( أَتَأْمُرُونَ الناس بالبر.
..
( الاستفهام معناه التقرير والتوبيخ.
قال ابن عرفة : فرق بعضهم بينهما بأن التقرير لمن أنعمت عليه ولم يحسن إليك.
والتوبيخ لمن أحسنت إليه وأساء إليك.
وجمع الأنفس جمع قلة تحقيرا لها، لأن الآية خرجت مخرج الذّمّ، والواو في ( تنسون ) يجب ( أو يترجح ) أن يكون واو الحال ( إذ ) لو لم تكن من تمام ( الأول ) للزم عليه تسلط الإنكار على كل واحدة من الجملتين على انفرادها، والأمر بالمعروف مطلوب شرعا لا يوبخ أحد ( على ) فعله فما الإنكار إلا على من يأمر بالبر حالة عدم اتصافه به.
فإن قلت المضارع لا يقع حالا إلا بغير واو إلاّ فيما شذّ من قولهم :( قمت وأصك عينه ) ؟ قلنا : هو على اضمار المبتدأ أي وأنتُمْ تَنسَوْنَ أنفُسَكُمْ.


الصفحة التالية
Icon