صفحة رقم ٢٨٣
فإما أن يكون الثاني هو الأول فيهما، أو مغايرا ( له فيهما ) لأن العطف يقتضي ( المغايرة، وعدم العطف ) يقتضي الموافقة فكيف الجمع بينهما ؟ قلت : وتقدم لنا الجواب في الختمة الثانية في سورة إبراهيم حيث قال ابن عرفة :( وعادتهم ) يجيبون بأن ( المنّة في ) آية البقرة ( وقعت من الله تعالى ) ( نَجَّيْنَاكُمْ ) فأسند الفعل إلى نفسه ( والملك ) ( لكل ) الأشياء ( عنده ) حقير فلذلك أتى بالجملة ( يذبحون ) مفسرة للأول غير معطوفة فكأنها شيء واحد إذ لا يستعظم الأشياء إلا العاجز فالألف دينار لا قدر لها عند الغني وهي عند الفقير ( مال جليل ).
وأما سورة إبراهيم فالامتنان فيها من موسى عليه السلام لأن أول الآية ( ) وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ ( فهي حكاية صدرت من موسى لقومه )، فناسب المبالغة بالعطف ( فيها ) المقتضي ( للتعدد ) والمغايرة لتكثر أسباب الامتنان.