﴿وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ الظاهر في العطف أنه يدل على مغايرة الذوات و﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَآ﴾ يعم جميع من كذب الرسول وإن كان مقراباً بالآخرة كأهل الكتاب. ﴿وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ﴾ قسم من المكذبين بالآيات وهم عبدة الأوثان والجاعلون لربهم عديلاً وهو المثل عدلوا به الأصنام في العبادة والإلهية، ويحتمل أن يكون العطف من تغاير الصفات والموصوف واحد وهو قول أكثر الناس، ويظهر أنه اختيار الزمخشري لأنه قال :﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ الَّذِينَ﴾ من وضع الظاهر موضع المضمر لدلالته على إن من كذب بآيات الله وعدل به غيره فهو متبع للهوى لا غير، لأنه لو تبع الدليل لم يكن إلا مصدقاً بالآيات موحد الله. وقال النقاش : نزلت في الدهرية من الزنادقة.
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ لما ذكر تعالى ما حرّموه افتراء عليه ثم ذكر ما أباحه تعالى لهم من الحبوب والفواكه والحيوان، ذكر ما حرمه تعالى عليهم من أشياء نهاهم عنها وما أوجب عليهم من أشياء أمرهم بها وتقدم
٢٤٨
شرح ﴿تَعَالَوْا ﴾ في قوله تعالى :﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ والخطاب في قل للرسول وفي تعالوا قيل للمشركين. وقيل : لمن بحضرة الرسول من مؤمن وكتابي ومشرك وسياق الآيات يدل على أنه للمشركين، وإن كان حكم غيرهم في ذلك حكمهم أمره تعالى أن دعو جميع الخلق إلى سماع ما حرم الله بشرع الإسلام المبعوث به إلى الأسود والأحمر، وأتل أسرد وأقص من التلاوة وهي اتباع بعض الحروف بعضاً. وقال كعب الأحبار : هذه الآيات مفتتح التوراة بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم أَلا تُشْرِكُوا بِهِا شَيْـاًا ﴾ إلى آخر الآية. وقال ابن عباس : هذه الآيات هي المحكمات التي ذكرها الله في سورة آل عمران أجمعت عليها شرائع الخلق ولم تنسخ قط في ملة. وقد قيل : إنها العشر كلمات المنزلة على موسى عليه السلام و﴿مَآ﴾ بمعنى الذي وهي مفعولة باتل أي اقرأ الذي حرمه ربكم عليك. وقيل : مصدرية أي تحريم ربكم. وقيل : استفهامية منصوبة بحرّم أي أي شيء حرم ربكم، ويكون قد علق أتل وهذا ضعيف لأن أتل ليس من أفعال القلوب فلا تعلق و﴿عَلَيْكُمْ﴾ متعلق بـ حرم لا بأتل فهو من أعمال الثاني. وقال ابن الشجري : إن علقته باتل فهو جيد لأنه أسبق وهو اختيار الكوفيين فالتقدير اتل عليكم الذي حرّم ربكم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٣٤
﴿وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ الظاهر في العطف أنه يدل على مغايرة الذوات و﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَآ﴾ يعم جميع من كذب الرسول وإن كان مقراباً بالآخرة كأهل الكتاب. ﴿وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ﴾ قسم من المكذبين بالآيات وهم عبدة الأوثان والجاعلون لربهم عديلاً وهو المثل عدلوا به الأصنام في العبادة والإلهية، ويحتمل أن يكون العطف من تغاير الصفات والموصوف واحد وهو قول أكثر الناس، ويظهر أنه اختيار الزمخشري لأنه قال :﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ الَّذِينَ﴾ من وضع الظاهر موضع المضمر لدلالته على إن من كذب بآيات الله وعدل به غيره فهو متبع للهوى لا غير، لأنه لو تبع الدليل لم يكن إلا مصدقاً بالآيات موحد الله. وقال النقاش : نزلت في الدهرية من الزنادقة.
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ لما ذكر تعالى ما حرّموه افتراء عليه ثم ذكر ما أباحه تعالى لهم من الحبوب والفواكه والحيوان، ذكر ما حرمه تعالى عليهم من أشياء نهاهم عنها وما أوجب عليهم من أشياء أمرهم بها وتقدم
٢٤٨