من قرأ ﴿يَهْدِ﴾ بالنون، والثاني أن يكون ضميراً عائداً على ما يفهم من سياق الكلام السابق أي ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ﴾ ما جرى للأمم السالفة أهل القرى وغيرهم وعلى هذين الوجهين يكون أن لو نشاء وما بعده في موضع المفعول بيهد أي أو لم يبيّن الله أو ما سبق من قصص القرى ومآل أمرهم للوارثين أصابتنا إياهم بذنوبهم لو شئنا ذلك أي علمهم بإصابتنا أو قدرتنا على إصابتنا إياهم، والمعنى أنكم مذنبون لهم وقد علمتم ما حلّ بهم أفما تحذرون أن يحلّ بكم ما حل بهم فذلك ليس بممتنع علينا لو شئنا، والوجه الثالث أن يكون الفاعل بيهد قوله ﴿أَن لَّوْ نَشَآءُ﴾ فينسبك المصدر من جواب لو والتقدير أو لم نبين ونوضح للوارثين مآلهم وعاقبتهم إصابتنا إياهم بذنوبهم لو شئنا ذلك أي علمهم بإصابتنا أو قدرتنا على إصابتنا إياهم والمعنى على التقديرين إذا كانت ﴿ءَانٍ﴾ مفعولة و﴿ءَانٍ﴾ هنا هي المخففة من الثقيلة لأن الهداية فيها معنى العلم واسمها ضمير الشأن محذوف والخبر الجملة المصدرية بلو و﴿نَشَآءُ﴾ في معنى شينا لا أن لو التي هي لما كان سيقع لوقوع غيره إذا جاء بعدها المضارع صرفت معناه إلى المضي ومفعول ﴿نَشَآءُ﴾ محذوف دلّ عليه جواب ﴿لَوْ﴾ والجواب ﴿أَصَبْنَـاهُم﴾ ولم يأتِ باللام وإن كان الفعل مثتباً إذ حذفها جائز فيصحّ كقوله ﴿لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَـاهُ أُجَاجًا﴾ والأكثر الإتيان باللام كقوله ﴿لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَـاهُ حُطَـامًا﴾ ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَـاهُ بِهَا﴾ والذين يرثون الأرض أي يحلفون فيها من بعد هلاك أهلها وظاهره التسميع لمن كان في عصر الرسول صلى الله عليه وسلّم من مشركي قريش وغيرهم، وقال ابن عباس يريد أهل مكة، ﴿وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ الظاهر أنها جملة مستأنفة أي ونحن ﴿نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ﴾ والمعنى أنّ من أوضح الله له سبل الهدى وذكر له أمثالاً ممن أهلكه الله تعالى بذنوبهم وهو مع ذلك
٣٥٠
دائم على غيّه لا يرعوي يطبع الله على قلبه فينبو سمعه عن سماع الحق، وقال ابن الأنباري يجوز أن يكون معطوفاً على أصبنا إذا كان بمعنى نصيب فوضع الماضي موضع المستقبل عند وضوح معنى الاستعمال كما قال تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِى إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَالِكَ﴾ أي إن يشأ يدل عليه قوله ﴿وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورَا ﴾ انتهى فجعل ﴿لَوْ﴾ شرطية بمعنى أن ولم يجعلها التي هي لما كان سيقع لوقوع غيره ولذلك جعل أصبنا بمعنى نصيب ومثال وقوع لو موقع أن قول الشاعر :
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٤١
لا يلفك الراجيك إلاّ مظهراخلق الكرام ولو تكون عديما