وقيل : القرن الزمان نفسه فيقدر قوله من قرن من أهل قرن. التمكن ضد التعذر والتمكين من الشيء ما يصح به الفعل من الآيات والقوي وهو أتم من الأقدار، لأن الأقدار إعطاء القدرة خاصة والقادر على الشيء قد يتعذر عليه الفعل لعدم الآلة. وقيل : التمكين من الشيء إزالة الحائل بين المتمكن والممكن منه. وقال الزمخشري : مكن له في الأرض جعل له مكاناً ونحوه أرض له، وتمكينه في الأرض إثباته فيها. المدرار المتتابع يقال : مطر مدرار وعطاء مدرار وهو في المطر أكثر، ومدرار مفعال من الدر للمبالغة كمذكار ومئناث ومهذار للكثير ذلك منه. الإنشاء : الخلق والإحداث من غير سبب، وكل من ابتدأ شيئاً فقد أنشأه، والنشأ الاحداث واحدهم ناشىء كقولك : خادم وخدم. القرطاس اسم لما يكتب عليه من رق وورق وغير ذلك، قال الشاعر وهو زهير :
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٥
لها أخاديد من آثار ساكنهاكما تردد في قرطاسه القلم
ولا يسمى قرطاساً إلا إذا كان مكتوباً وإن لم يكن مكتوباً فهو طرس وكاغد وورق، وكسر القاف أكثر استعمالاً وأشهر من ضمها وهو أعجمي وجمعه قراطيس. حاق يحيق حيقاً وحيوقاً وحيقاناً أي : أحاط، قاله الضحاك : ولا يستعمل إلا في الشر. قال الشاعر :
فأوطأ جرد الخيل عقر ديارهموحاق بهم من بأس ضبه حائق
وقال الفرّاء : حاق به عاد عليه وبال مكره. وقال النضر : وجب عليه. وقال مقاتل : دار. وقيل : حلّ ونزل ومن جعله مشتقاً من الحوق وهو ما استدار بالشيء فليس قوله بصحيح، لاختلاف المادتين وكذلك من قال : أصله حق فأبدلت القاف الواحدة ياء كما قالوا : في تظننت : تظنيت لأنها دعوى لا دليل على صحتها. سخر منه : هزأ به والسخرية والاستهزاء والتهكم معناها متقارب. عاقبة الشيء : منتهاه وما آل اليه.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَـاتِ وَالنُّورَا ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ هذه السورة مكية كلها. وقال الكسائي : إلا آيتين نزلتا بالمدينة وهما ﴿قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَـابَ﴾
٦٦
وما يرتبط بها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٥
وقال ابن عباس : نزلت ليلاً بمكة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح، إلا ست آيات قل :﴿تَعَالَوْا أَتْلُ﴾ ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ﴾ ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى ﴾. ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـالِمُونَ﴾. ﴿وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَـاهُمُ الْكِتَـابَ يَعْلَمُونَ﴾. ﴿الَّذِينَ ءَاتَيْنَـاهُمُ الْكِتَـابَ يَعْرِفُونَهُ﴾، انتهى. وعنه أيضاً وعن مجاهد والكلبي إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ﴾ إلى قوله ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وقال قتادة : إلا ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ﴿وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَ﴾، وذكر ابن العربي أن قوله ﴿قُل لا أَجِدُ﴾ نزل بمكة يوم عرفة. ومناسبة افتتاح هذه السورة لآخر المائدة أنه تعالى لما ذكر ما قالته النصارى في عيسى وأمه من كونهما إلهين من دون الله، وجرت تلك المحاورة وذكر ثواب ما للصادقين، وأعقب ذلك بأن له ملك السموات والأرض وما فيهنّ وأنه قادر على كل شيء، ذكر بأن الحمد له المستغرق جميع المحامد فلا يمكن أن يثبت معه شريك في الإلهية فيحمد، ثم نبه على العلة المقتضية لجميع المحامد والمقتضية، كون ملك السموات والأرض وما فيهنّ له بوصف ﴿خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ﴾ لأن الموجد للشيء المنفرد باختراعه له الاستيلاء والسلطنة عليه، ولما تقدّم قولهم في عيسى وكفرهم بذلك وذكر الصادقين وجزاءهم أعقب ﴿خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ﴾ ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَـاتِ وَالنُّورَ﴾ فكان ذلك مناسباً للكافر والصادق، وتقدّم تفسير ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ في أول الفاتحة وتفسير ﴿خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ﴾ في قوله :﴿إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ﴾ في البقرة وجعل هنا. قال ابن عطية : لا يجوز غير ذلك وتأمل لم خصت السموات والأرض} في البقرة وجعل هنا. قال ابن عطية : لا يجوز غير ذلك وتأمل لم خصت السموات والأرض بخلق والظلمات والنور بجعل. وقال الزمخشري في البقرة وجعل هنا. قال ابن عطية : لا يجوز غير ذلك وتأمل لم خصت السموات والأرض بخلق والظلمات والنور بجعل. وقال الزمخشري
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٥
﴿جَعَلَ﴾ يتعدى إلى مفعول واحد إذا كان
٦٧