سورة التوبة
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥٢٣
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢
المرصد : مفعل من رصد يرصد رقب، يكون مصدراً وزماناً ومكاناً. وقال عامر بن الطفيل :
ولقد علمت وما إخالك ناسياأن المنية للفتى بالمرصد
الآل الحلف والجؤار، ومنه قول إبي جهل.
لآل علينا واجب لا نضيعهمتين قواه غير منتكث الحبل
كانوا إذا تسامحوا وتحالفوا رفعوا به أصواتهم وشهروه من الآل وهو الجؤار، وله أليل أي أنين يرفع به صوته. وقيل : القرابة. وأنشد أبو عبيدة على القرابة قول الشاعر :
أفسد الناس خلوف خلفواقطعوا الآل وأعراق الرحم
وظاهر البيت أنه في العهد. ومن القرابة قول حسان :
لعمرك أن لك من قريشكل السقب من رأل النعام
وسميت إلاًّ لأنها عقدت ما لا يعقد الميثاق. وقيل : من أل البرق لمع. وقال الأزهري : الأليل البريق، يقال : أل يؤل صفا ولمع. وقال القرطبي : مأخوذ من الحدة، ومنه الآلة الحربة. واذن مؤللة محددة، فإذا قيل للعهد والجؤار والقرابة إلّ فمعناه : أنّ الإذن منصرف إلى تلك الجهة التي يتحدد لها، والعهد يسمى إلاًّ لصفائه، ويجمع في القلة الآل، وفي الكثرة الألّ وأصل جمع القلة أألل، فسهلت الهمزة الساكنة
التي هي فاء الكلمه فأبدلها ألفاً، وأدغمت اللامفي اللام، الذمة ؛ العهد. وقال أبو عبيدة : الأمان. وقال الأصمعي : كل ما يجب أن يحفظ ويحمى.
أبى يأبى منع، قال :
أبى الضيم والنعمان يخرق نابهعليه فافضى والسيوف معاقله
وقال :
أبى الله إلا عدله ووفاءهفلا النكر معروف ولا العرف ضائع
ومجيء مضارعه على فعل بفتح العين شاذ، ومنه آبى اللحم لرجل من الصحابة.
شفاه : أزال سقمه. العشيرة جماعة بسبب أو عقد أو وداد كعقد العشيرة. اقترف اكتسب. كسد الشيء كساداً وكسوداً بار ولم يكن له نفاق. الموطن : الموقف والمقام، قال الشاعر :
وكم موطن لولاي طحت كما هوىبإجرامه من قلة النيق منهوي
٢٣
ومثله الوطن. حنين : وادٍ بين مكة والطائف، وقيل : واد إلى جنب ذي المجاز.
العيلة : الفقر، عال يعيل افتقر. قال :
وما يدري الفقير متى غناهوما يدري الغني متى يعيل
الجزية : ما أخذ من أهل الذمة على مقامهم في بلاد الإسلام، سميت بذلك لأنهم يجزونها أي يقضونها. أو لأنها تجزى بها من منّ عليهم بالإعفاء عن القتل.
المضاهاة : المماثلة والمحاكاة، وثقيف تقول : المضاهأة بالهمز، وقد ضاهأت فمادتها مخالفة للتي قبلها، إلا إنْ كان ضاهت يدعى أنّ أصلها الهمز كقولهم في توضأت وقرأت وأخطأت : توضيت، وقريت، وأخطيت فيمكن. وأما ضهيأ بالهمز مقصوراً فهمزته زائدة كهمزة عرفىء، أو ممدوداً فهمزته للتأنيث زائدة، أو ممدوداً بعده هاء التأنيث. حكاه البحتري عن أبي عمرو الشيباني في النوادر قال : جمع بين علامتي تأنيث. ومدلول هذه اللفظة في ثلاث لغاتها المرأة التي لا تحيض، أو التي لا ثدي لها شابهت بذلك الرجال. فمن زعم أنّ المضاهاة مأخوذة من ضهياء فقوله خطأ لاختلاف المادتين، لأصالة همزة المضاهأة، وزيادة همزة ضهياء في لغاتها الثلاث.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢
﴿بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِا إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِى الارْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ﴾ هذه السورة مدنية كلها، وقيل : إلا آيتين من آخرها فإنهما نزلتا بمكة، وهذا قول الجمهور. وذكر المفسرون لها اسماً واختلافاً في سبب ابتدائها بغير بسملة، وخلافاً عن الصحابة : أهي والأنفال سورة واحدة، أو سورتان ؟ ولا تعلق لمدلول اللفظ بذلك، فأخلينا كتابنا منه، ويطالع ذلك في كتب المفسرين.
ويقال : برئت من فلان أبرأ براءة، أي انقطعت بيننا العصمة، ومنه برئت من الدين. وارتفع براءة على الابتداء، والخبر إلى الذين عاهدتم. ومن الله صفة مسوغة لجواز الابتداء بالنكرة، أو على إضمار مبتدأ أي : هذه براءة. وقرأ عيسى بن عمر براءة بالنصب. قال ابن عطية : أي الزموا، وفيه معنى الاغراء. وقال الزمخشري : اسمعوا براءة. قال : فإن قلت : بم تعلقت البراءة، بالله ورسوله والمعاهدة بالمسلمين ؟ قلت : قد أذن الله تعالى في معاهدة المشركين أولاً، فاتفق المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعاهدوهم، فلما نقضوا العهد أوجب


الصفحة التالية
Icon