ومن قبل كانوا يعملون السيئة أي : كان ذلك ديدنهم وعادتهم، أصروا على ذلك ومرنوا عليه، فليس ذلك بأول انشاء هذه المعصية، جاؤا يهرعون لا يكفهم حياء لضراوتهم عليها، والتقدير في ومن قبل أي : من قبل مجيئهم. إلى هؤلاء الاضياف وطلبهم إياهم. وقيل : ومن قبل بعث لوط رسولاً إليهم. وجمعت السيآت وإن كان المراد بها معصية اتيان الذكور، إما باعتبار فاعليها، أو باعتبار تكررها. وقيل : كانت سيآت كثيرة باختلاف أنواعها، منها اتيان الذكور، واتيان النساء في غير المأتي، وحذف الحصا، والحيق في المجالس والاسواق، والمكاء، والصفير، واللعب بالحمام، والقمار، والاستهزاء بالناس في الطرقات، ووضع درهم على الأرض وهم بعيدون منه فمن أخذه صاحوا عليه وخجلوه، وإنْ أخذه صبي تابعوه وراودوه. هؤلاء بناتي : الاحسن أنْ تكون الإضافة مجازية، أي : بنات قومي، أي البنات أطهر لكم، إذا لنبي يتنزل منزلة الاب لقومه. وفي قراءة ابن مسعود :﴿النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِم وَأَزْوَاجُهُا أُمَّهَـاتُهُمْ﴾ وهو أب لهم ويدل عليه أنَّه فيما قيل : لم يكن له الابنتان، وهذا بلفظ الجمع. وأيضاً فلا يمكن أنْ يزوج ابنتيه من جميع قومه. وقيل : أشار إلى بنات نفسه وندبهم إلى النكاح، إذْ كان من سنتهم تزويج المؤمنة بالكافر. أو على أنَّ في ضمن كلامه أنْ يؤمنوا. وقيل : كان لهم سيدان مطاعان فاراد أنْ يزوجهما ابنتيه زغورا وزيتا. وقيل : كنّ ثلاثاً.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٦
ومعنى أطهر : أنظف فعلاً. وقيل : أحل وأطهر بيتاً ليس أفعل التفضيل، إذ لا طهارة في اتيان الذكور. وقرأ الجمهور : أطهر بالرفع
٢٤٦


الصفحة التالية
Icon