بطين أي حجر وطين، ويمكن أن يعود هذا إلى الآجر. وقال أبو عبيدة : الشديد من الحجارة الصلب، مسومة عليها سيما يعلم بها أنها ليست من حجارة الأرض قاله : ابن جريج. وقال عكرمة وقتادة : إنه كان فيها بياض. وقيل : مكتوب على كل حجر اسم من رمى به، قاله الربيع. وعن ابن عباس، والحسن : بياض في حمرة. وعن ابن عباس أيضاً : الحجر أبيض فيه نقطة سوداء، وأسود فيه نقطة بيضاء. وعن عكرمة وقتادة أيضاً : فيها خطوط حمر على هيئة الجزع. وقيل : وكانت مثل رؤوس الإبل، ومثل مبارك الإبل. وقيل : قبضة الرجل. قال ابن عباس ومقاتل : معنى من عند ربك، جاءت من عند ربك. وقيل : معدة عند ربك قاله : أبو بكر الهذلي. قال ابن الأنباري : المعنى لزم هذا التسويم الحجارة عند الله إيذاناً بنفاذ قدرته وشدة عذابه. والظاهر أن ضمير هي عائد على القرى التي جعل الله أعاليها أسافلها، والمعنى : أنّ ذوات هذه المدن كانت بين المدينة والشام، يمرّ عليها قريش في مسيرهم، فالنظر إليه وفيها فيه اعتبار واتعاظ. وقيل : هي عائدة على الحجارة، وهي أقرب مذكور. وقال ابن عباس : وما عقوبتهم ممن يعمل عملهم ببعيد، والظاهر عموم الظالمين. وقيل : عنى به قريش. وفي الحديث :"إنه سيكون في أمتي خسف ومسخ وقذف بالحجارة" وقيل : مشركو العرب. وقيل : قوم لوط أي : لم تكن الحجارة تخطئهم. وفي الحديث :"سيكون في أواخر أمتي قوم يكتفي رجالهم بالرجال والنساء بالنساء فإذا كان كذلك فارتقبوا عذاب قوم لوط أن يرسل الله عليهم حجارة من سجيل ثم تلا وما هي من الظالمين ببعيد" وإذا كان الضمير في قوله : وما هي، عائد على الحجارة، فيحتمل أن يراد بشيء بعيد، ويحتمل أن يراد بمكان بعيد، لأنها وإن كانت في السماء وهي مكان بعيد إلا أنها إذا هويت منها فهي أسرع شيء لحوقاً بالمرمى، فكأنها بمكان قريب منه.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٦
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٥٠
٢٥٠
الرهط : قال ابن عطية جماعة الرجل، وقيل : الرهط والراهط اسم لما دون العشرة من الرجال، ولا يقع الرهط والعصبة والنفر إلا على الرجال. وقال الزمخشري : من الثلاثة إلى العشرة. وقيل : إلى التسعة، ويجمع على أرهط، ويجمع أرهط على أراهط، فهو جمع جمع. قال الرماني : وأصل الرهط الشد، ومنه الرهيط شدة الأكل، والراهط اسم لجحر اليربوع لأنه يتوثق به ويخبأ فيه ولده.
الورد قال ابن السكيت : هو ورود القوم الماء، والورد الإبل الواردة انتهى. فيكون مصدراً بمعنى الورود، واسم مفعول في المعنى كالطحن بمعنى المطحون.
رفد الرجل يرفده رفاً ورفداً أعطاه وأعانه، من رفد الحائط دعمه، وعن الأصمعي الرفد بالفتح القدح، والرفد بالكسر ما في القدح من الشراب. وقال الليث : أصل الرفد العطاء والمعونة، ومنه رفادة قريش يقال رفده يرفده رفداً ورفداً بكسر الراء وفتحها، ويقال بالكسر الاسم وبالفتح المصدر. التتبيب التخسير، تب خسر، وتبه خسره. وقال لبيد :
ولقد بليت وكل صاحب جدةيبلى بعود وذاكم التتبيب
الزفير والشهيق : زعم أهل اللغة من الكوفيين والبصريين أنّ الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار، والشهيق بمنزلة آخر نهيقه. وقال رؤبة :
حشرج في الصدر صهيلاً وشهقحتى يقال ناهق وما نهق
وقال ابن فارس : الشهيق ضد الزفير، لأن الشهيق رد النفس، والزفير إخراج النفس من شدة الجري، مأخوذ من الزفر وهو الحمل على الظهر لشدته. وقال الشماخ :
بعيد مدى التطريب أول صوتهزفير ويتلوه شهيق محشرج
والشهيق النفس الطويل الممتد، مأخوذ من قولهم : جبل شاهق أي طويل. وقال الليث : الزفير أن يملأ الرجل صدره حال كونه في الغم الشديد من النفس ويخرجه، والشهيق أن يخرج ذلك النفس بشدّة يقال : إنه عظيم الزفرة.
الشقاء نكد العيش. وسوؤه. يقال منه : شقي يشقى شقاء وشقوة وشقاوة والسعادة ضده، يقال منه : سعد يسعد، ويعديان بالهمزة فيقال : أشقاه الله، وأسعده الله. وقد قرىء شقوا وسعدوا بضم الشين والسين، فدل على أنهما قد يتعدّيان. ومنه قولهم مسعود، وذكر أنّ الفراء حكى أن هذيلاً تقول : سعده الله بمعنى أسعده. وقال الجوهري : سعد بالكسر فهو سعيد، مثل سلم فهو سليم، وسعد فهو مسعود. وقال أبو نصر عبد الرحيم القشيري : ورد سعده الله فهو مسعود، وأسعده الله فهو مسعد.
الجذ القطع بالمعجمة والمهملة. قال ابن قتيبة : جذذت وجددت، وهو بالذال أكثر. قال النابغة :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٥٠
تجذ السلوقي المضاعف يسجهوتوقد بالصفاح نار الحباحب
﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَـاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـاهٍ غَيْرُهُا وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَا إِنِّى أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ﴾ :
٢٥١