أي فهو منصرف كيف شاء، لا يدفع عن جهة، يفتخر بعزة قومه. المحال : القوة والإهلاك قال الأعشى :
فرع نبع يهش في غصن المجد غزير الندى شديد المحال
وقال عبد المطلب :
لا يغلبن صليبهمومحالهم أبداً محالك
ويقال : محل الرجل بالرجل مكر به وأخذه بسعاية شديدة، والمماحلة المكايدة والمماكرة ومنه : تمحل لكذا أي : تكلف استعمال الحيلة واجتهد فيه. وقال أبو زيد : المحال النقمة، وقال ابن عرفة : المحال الجادل ما حل عن أمره أي جادل. وقال القتبي : أي شديد الكيد، وأصله من الحيلة، جعل ميمه كميم مكان وأصله من الكون، ثم يقال : تمكنت. وغلطه الأزهري في زيادة الميم قال : ولو كان مفعلاً لظهر من الواو مثل مرود ومحول ومحور، وإنما هو مثال كمهاد ومراس.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٦
الكف : عضو معروف، وجمعه في القلة أكف كصك وأصك، وفي الكثرة كفوف كصكوك، وأصله مصدر كف.
ظل الشيء ما يظهر من خياله في النور، وبمثله في الضوء.
الزبد : قال أبو الحجاج الأعلم هو ما يطرحه الوادي إذا جاش ماؤه واضطربت أموالجه. وقال ابن عطية : هو ما يحمله السيل من غثاء ونحوه، وما يرمي به على ضفتيه من الحباب الملتبك. وقال ابن عيسى : الزبد وضر الغليان وخبثه. قال الشاعر :
فما الفرات إذا هب الرياح له
ترمي غواريه العبرين بالزبد الجفاء : اسم لما يجفاه السيل أي يرمي، يقال : جفأت القدر بزبدها، وجف السيل بزبده، وأجفأ وأجفل. وقال ابن الأنباري : جفاء أي متفرقاً من جفأت الريح الغيم إذا قطعته، وجفأت الرجل صرعته. ويقال : جف الوادي إذا نشف.
﴿المر تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ * اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِا وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَا كُلٌّ يَجْرِى لاجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الامْرَ يُفَصِّلُ الايَاتِ لَعَلَّكُم﴾ : هذه السورة مكية في قول : الحسن، وعكرمة، وعطاء، وابن جبير. وعن عطاء إلا قوله :﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا ﴾ وعن غيره إلا قوله :﴿هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ﴾ إلى قوله :﴿لَه دَعْوَةُ الْحَقِّ﴾ ومدنية في قوله : الكلبي، ومقاتل، وابن عباس، وقتادة، واستثنيا آيتين قالا : نزلتا بمكة وهما ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾ إلى آخرهما وعن ابن عباس إلا قوله :
٣٥٨
﴿وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ إلى آخر الآية وعن قتادة مكية إلا قوله :﴿وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ الآية حكاه المهدوي. وقيل : السورة مدنية حكاه القاضي منذر بن سعد البلوطي ومكي بن أبي طالب.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٦
قال الزمخشري : تلك إشارة إلى آيات السورة، والمراد بالكتاب السورة أي : تلك آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها. وقال ابن عطية : من قال حروف أوائل السور مثال الحروف المعجم قال : الإشارة هنا بتلك هي إلى حروف المعجم، ويصح على هذا أنْ يكون الكتاب يراد به القرآن، ويصح أن يراد به التوراة والإنجيل. والمر على هذا ابتداء، وتلك ابتداء ثان، وآيات خبر الثاني، والجملة خبر الأول انتهى. ويكون الرابط اسم الإشارة وهو تلك. وقيل : الإشارة بتلك إلى ما قص عليه من أنباء الرسل المشار إليه بقوله : تلك من أنباء الغيب، والذي قال : ويصح أن يراد به التوراة والإنجيل، هو قريب من قول مجاهد وقتادة، والإشارة بتلك إلى جميع كتب الله تعالى المنزلة. ويكون المعنى : تلك الآيات التي قصصت عليك خبرها هي آيات الكتاب الذي أنزلته قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك. والظاهر أن قوله : والذي مبتدأ، والحق خبره، ومن ربك متعلق بانزل. وأجاز الحوفي أن يكون من ربك الخبر، والحق مبتدأ محذوف، أو هو خبر بعد خبر، أو كلاهما خبر واحد انتهى. وهو إعراب متكلف. وأجاز الحوفي أيضاً أن يكون والذي في موضع رفع عطفاً على آيات، وأجاز هو وابن عطية أن يكون والذي في موضع خفض. وعلى هذين الإعرابين يكون الحق خبر مبتدأ محذوف أي : هو الحق، ويكون والذي أنزل مما عطف فيه الوصف على الوصف وهما لشيء واحد كما تقول : جاءني الظريف العاقل وأنت تريد شخصاً واحداً. ومن ذلك قول الشاعر :
إلى الملك القرم وابن الهام
وليث الكتيبة في المزدحم
وأجاز الحوفي أن يكون الحق صفة الذي يعني : إذا جعلت والذي معطوفاً على آيات.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٦