والظاهر أن جهنم هي واحدة، ولها سبعة أبواب. وقيل : أبواب النار أطباقها وأدراكها، فأعلاها للموحدين، والثاني لليهود، والثالث للنصارى، والرابع للصائبين، والخامس للمجوس، والسادس للمشركين، والسابع للمنافقين. وقرأ ابن القعقاع : جز بتشديد الزاي من غير همز، ووجهه أنه حذف الهمزة وألقى حركتها على الزاي، ثم وقف بالتشديد نحو : هذا فرج، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف. واختلف عن الزهري، ففي كتاب ابن عطية : وقرأ ابن شهاب بضم الزاي، ولعله تصحيف من الناسخ، لأني وجدت في التحرير : وقرأ ابن وثاب بضمها مهموزاً فيهما. وقرأ الزهري بتشديد الزاي دون همز، وهي قراءة ابن القعغقاع. وأنّ فرقة قرأت بالتشديد منهم : ابن القعقاع. وفي كتاب الزمخشري وكتاب اللوامح : أنه قرأ بالتشديد، وفي اللوامح هو وأبو جعفر.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٥٢
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٥٥
السرر : جمع سرير، ككليب وكلب. وبعض تميم يفتح الراء، وكذا كل مضاعفة فعيل. النصب : التعب. القنوط : أتم اليأس، يقال : قنط يقنط بفتحها، وقنط بفتح النون يقنط بكسرها وبضمها. الفضح والفضيحة مصدران لفضح يفضح، إذا أتى من أمر الإنسان ما يلزمه به العار، ويقال : فضحك الصبح، إذا تبين للناس. قال الشاعر :
٤٥٥
ولاح ضوء هلال كاد يفضحنامثل القلامة قد قصت من الظفر
التوسم : تفعل من الوسم، هي العلامة التي يستدل بها على مطلوب غيرها، يقال : توسم فيه الخير إذا رأى ميسم ذلك. وقال عبد الله بن رواحة في رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
إني توسمت فيك الخير أجمعهوالله يعلم أني ثابت البصر
وقال الشاعر :
توسمت لما أن رأيت مهابةعليه وقلت المرء من آل هاشم
واتسم الرجل جعل لنفسه علامة يعرف بها، وتوسم الرجل طلب كلاء الوسمي. وقال ثعلب : الواسم الناظر إليك من فرقك إلى قدمك. وأصل التوسم التثبت والتفكر، مأخوذ من الوسم وهو التأثير بحديدة في جلد البعير أو غيره. الأيكة : الشجرة الملتفة واحدة أيك. قال الشاعر :
تجلو بقادمتي حمامة أيكةبرداً أسف لثاته بالأثمد
الخفض مقابل الرفع، وهو كناية عن الإلانة والرفق. عضين : جمع عضة، وأصلها الواو والهاء يقال : عضيت الشيء تعضيه فرقته، وكل فرقة عضة، فأصله عضوة. وقيل : العضة في قريش السحر، يقولون للساحر : عاضه، وللساحرة : عاضهة. قال الشاعر :
أعوذ بربي من النافثاتفي عقد العاضه المعضه
وفي الحديث :"لعن الله العاضهة والمستعضهة" وفسر بالساحر والمستسحرة، فأصله الهاء. وقيل : من العضه يقال : عضهه عضها، وعضيهة رماه بالبهتان. قال الكسائي : العضه الكذب والبهتان، وجمعها عضون. وذهب الفراء إلى أنّ عضين من العضاة، وهي شجرة تؤذي تخرج كالشوك. ومن العرب من يلزم الياء ويجعل الإعراب في النون فيقول : عضينك كما قالوا : سنينك، وهي كثيرة في تميم وأسد. الصدع : الشق، وتصدع القوم تفرقوا، وصدعته فانصدع أي شققته فانشق. وقال مؤرج : أصدع أفصل، وقال ابن الأعرابي : أفصد.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٥٥
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَـامٍ ءَامِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَـابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ الْعَذَابُ الالِيمُ﴾ : لما ذكر تعالى ما أعد لأهل النار، ذكر ما أعد لأهل الجنة، ليظهر تباين ما بين الفريقين. ولما كان حال المؤمنين معتنى به، أخبر أنهم في جنات وعيون، جعل ما يستقرون فيه في الآخرة كأنهم مستقرون فيه في الدنيا، ولذلك جاء : ادخلوها على قراءة الأمر، لأنّ من استقر في الشيء لا يقال له : أدخل فيه. وجاء حال الغاوين موعوداً به في قوله :﴿لَمَوْعِدُهُمْ﴾ لأنهم لم يدخلوها. والعيون : جمع عين. وقرأ نافع، وأبو عمر، وحفص، وهشام : وعيون بضم العين، وباقي السبعة بكسرها. وقرأ الحسن : ادخلوها ماضياً مبنياً للمفعول من الإدخال. وقرأ يعقوب في رواية رويس كذلك، وبضم التنوين، وعنه فتحه. وما بعده أمر على تقدير : أدخلوها إياهم من الإدخال، أمر الملائكة بإدخال المتقين الجنة، وتسقط الهمزة في القراءتين. وقرأ الجمهور : ادخلوها أمر من الدخول. فعلى قراءتي الأمر، ثم محذوف أي : يقال لهم، أو يقال للملائكة. وبسلام في موضع نصب على الحال، واحتمبل أن يكون المعنى : مصحوبين بالسلامة، وأن يكون المعنى : مسلماً عليكم أي : محيون، كما حكي عن الملائكة أنهم يدخلون على أهل الجنة يقولون : سلام عليكم.
٤٥٦