﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ * وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَآءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـؤُلاءِ شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِن دُونِكَا فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَـاذِبُونَ﴾ : لما ذكر إنكارهم لنعمة الله تعالى، ذكر حال يوم القيامة حيث لا ينفع فيه الإنكار على سبيل الوعيد لهم بذلك اليوم. وانتصب يوم بإضمار اذكر قاله : الحوفي، والزمخشري، وابن عطية، وأبو البقاء. وقال الزمخشري : أو يوم نبعث وقعوا فيما وقعوا فيه. وقال الطبري : هو معطوف على ظرف محذوف العامل فيه : ثم ينكرونها، أي ينكرونها اليوم. ويوم نبعث أي : ينكرون كفرهم، فيكذبهم الشهيد، والشهيد نبي تلك الأمة يشهد عليهم بإيمانهم وبكفرهم، ومتعلق الأذن محذوف. فقيل : في الرجوع إلى دار الدنيا. وقيل : في الكلام والاعتذار كما قال :﴿هَـاذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ﴾ فيعتذرون أي بعد شهادة أنبيائهم عليهم، وإلا فقبل ذلك تجادل كل أمة عن نفسه. وجاء كلامهم في ذلك، ولكنها مواطن يتكلمون في بعضها ولا ينطقون في بعضها ولا هم يستعتبون أي : مزال عنهم العتب. وقال قوم : معناه لا يسألون أن يرجعوا عن ما كانوا عليه في الدنيا، فهذا استعتاب معناه طلب عتباهم، ونحوه قول من قال : ولا هم يسترضون أي : لا يقال لهم ارضوا ربكم، لأنّ الآخرة ليست بدار عمل قاله الزمخشري. وقال الطبري : معناه يعطون الرجوع إلى الدنيا فيقع منهم توبة وعمل.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥١٧
قال الزمخشري :(فإن قلت) : فما معنى ثم هذه ؟ (قلت) : معناها انهم يمنون بعد شهادة الأنبياء بما هو أطم منه، وأنهم يمنعون الكلام فلا
٥٢٥


الصفحة التالية
Icon