والظاهر أن ﴿الْخَبِيثَـاتُ﴾ وصف للنساء، وكذلك ﴿الطَّيِّبَـاتِ﴾ أي النساء الخبيثات للرجال ويرجحه مقابلته بالذكور فالمعنى أن ﴿الْمُبِينُ * الْخَبِيثَـاتُ﴾ من النساء ينزعن للخباث من الرجال، فيكون قريباً من قوله ﴿الزَّانِى لا يَنكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً﴾ وكذلك ﴿الطَّيِّبَـاتِ﴾ من النساء ﴿لِلطَّيِّبِينَ﴾ من الرجال ويدل على هذا التأويل قول عائشة حين ذكرت التسع التي ما أعطيتهن امرأة غيرها. وفي آخرها : ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً. وهذا التأويل نحا إليه ابن زيد فهو تفريق بين عبد الله وأشباهه والرسول وأصحابه، فلم يجعل الله له إلاّ كل طيبة وأولئك خبيثون فهم أهل النساء الخبائث. وقال ابن عباس والضحاك ومجاهد وقتادة : هي الأقوال والأفعال، ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم : الكلمات والفعلات الخبيثة لا يقولها ولا يرضاها إلاّ الخبيثون من الناس فهي لهم وهم لها بهذا الوجه. وقال بعضهم الكلمات : والفعلات لا تليق وتلصق عند رمي الرامي وقذف القاذف إلاّ بالخبيثين من الناس فهي لهم وهم لها بهذا الوجه.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٤٠
﴿أُوالَئاِكَ﴾ إشارة للطيبين أو إشارة لهم وللطيبات إذا عنى بهن النساء. ﴿مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾ أي يقول الخبيثون من خبيثات الكلم أو القاذفون الرامون المحصنات
٤٤١
ووعد الطيبين المغفرة عند الحساب والرزق الكريم في الجنة.
غض البصر : أطبق الجفن على الجفن بحيث تمتنع الرؤية. قال الشاعر :
فغض الطرف إنك من نميرفلا كعباً بلغت ولا كلاباً
الخُمر : جمع خمار وهو المقنعة التي تلقي المرأة على رأسها، وهو جمع كثرة مقيس فيه، ويجمع في القلة على أخمرة وهو مقيس فيها أيضاً. قال الشاعر :
وترى الشجراء في ريقهكرؤوس قطعت فيها الخمر
الجيب : فتح يكون في طريق القميص يبدو منه بعض الجسد. والعورة : ما احترز من الإطلاع عليه ويغلب في سوأة الرجل. والمرأة الأيم : قال النضر بن شميل : كل ذكر لا أنثى معه، وكل أنثى لا ذكر معها ووزنه فعيل كلين ويقال : آمت تئيم. وقال الشاعر :
كل امرىء ستئيم منه العرس أو منها يئم
أي : سينفرد فيصير أيماً، وقياس جمعه أيائم كسيائد في جمع سيد وجمعه على فعالى محفوظ لا مقيس. البغاء : الزنا، يقال : بغت المرأة تبغي بغاء فهي بغي وهو مختص بزنا النساء. المشكاة : الكوة غير
٤٤٣
النافذة. قال الكلبي حبشي معرب. الزجاجة : جوهر مصنوع معروف، وضم الزاي لغة الحجاز، وكسرها وفتحها لغة قيس. الزيت : الدهن المعتصر من حب شجرة الزيتون. قال الكرماني : السراب بخار يرتفع من قعور القيعان فيكيف فإذا اتصل به ضوء الشمس أشبه الماء من بعيد، فإذا دنا منه الإنسان لم يره كما كان يراه بعيداً. وقال الفراء : السراب : ما لصق بالأرض. وقيل : هو الشعاع الذي يرى نصف النهار عند اشتداد الحر في البر، يخيل للناظر أنه الماء السارب أي الجاري. وقال الشاعر :
فلما كففنا الحرب كانت عهودكمكلمع سراب في الفلا متألق
وقال :
أمر الطول لماع السراب
وقيل : السراب ما يرقون من الهواء في الهجير في فيافي الأرض المنبسطة. اللجي : الكثير الماء، ولجة البحر معظمة، وكان لجياً مسنوب إلى اللجة. الودق : المطر شديده وضعيفه. قال الشاعر :
فلا مزنة ودقت ودقهاولا أرض أبقل إبقالها
وقال أبو الأشهب العقيلي : هو البرق. ومنه قول الشاعر :
أثرن عجاجة وخرجن منهاخروج الودق من خلل السحاب
والودق : مصدر ودق السحاب يدق ودقاً، ومنه استودقت الفرس. البرد : معروف وهو قطع متجمدة يذوب منه ماء بالحرارة. السنا : مقصور من ذوات الواو وهو الضوء. قال الشاعر :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٤٠
يضيء سناه أو مصابيح راهب
يقال : سنا يسنو سناً، والسنا أيضاً نبت يتداوي به، والسناء بالمد الرفعة والعلو قال :
وسن كسنق سناء وسنما
أذعن للشيء : انقاد له. وقال الزجاج : الإذعان : الإسراع مع الطاعة. الحيف : الميل في الحكم، يقال : حاف في قضيته أي جار. اللواذ : الروغان من شيء إلى شيء في خفية.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٤٠
٤٤٤


الصفحة التالية
Icon