سورة التحريم
مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٧٢٨٨
﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَا تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَا وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُم وَاللَّهُ مَوْلَاكُم وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِا حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِا وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَه وَأَعْرَضَ عَنا بَعْضٍا فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِا قَالَتْ﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٨
هذه السورة مدنية، وسبب نزولها ما يأتي ذكره في تفسير أوائلها، والمناسبة بينها وبين السورة قبلها أنه لما ذكر جملة من أحكام زوجات المؤمنين، ذكر هنا ما جرى من بعض زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
﴿مُّنتَظِرُونَ * يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ﴾ : نداء إقبال وتشريف وتنبيه بالصفة على عصمته مما يقع فيه من ليس بمعصوم ؛ ﴿لِمَ تُحَرِّمُ﴾ : سؤال تلطف، ولذلك قدم قبله ﴿مُّنتَظِرُونَ * يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ﴾، كما جاء في قوله تعالى :﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾. ومعنى ﴿تُحَرِّمُ﴾ : تمنع، وليس التحريم المشروع بوحي من الله، وإنما هو امتناع لتطييب خاطر بعض من يحسن معه العشرة. ﴿مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ : هو مباشرة مارية جاريته، وكان صلى الله عليه وسلّم ألمّ بها في بيت بعض نسائه، فغارت من ذلك صاحبة البيت، فطيب خاطرها بامتناعه منها، واستكتمها ذلك، فأفشته إلى بعض نسائه. وقيل : هو عسل كان يشربه عند بعض نسائه، فكان ينتاب بيتها لذلك، فغار بعضهن من دخوله بيت التي عندها العسل، وتواصين على أن يذكرن له على أن رائحة ذلك العسل ليس بطيب، فقال :"لا أشربه". وللزمخشري هنا كلام أضربت عنه صفحاً، كما ضربت عن كلامه في قوله :﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾، وكلامه هذا ونحوه محقق قوي فيه، ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقاً.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٨