﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِى ذَالِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَـادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى الاوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِى الْبِلَـادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ * فَأَمَّا الانسَـانُ إِذَا مَا ابْتَلَـاهُ رَبُّه فَأَكْرَمَه وَنَعَّمَه فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَـاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَه فَيَقُولُ رَبِّى أَهَـانَنِ * كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَـا ضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلا إِذَا دُكَّتِ الارْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِا ى ءَ يومئذ بِجَهَنَّمَا يومئذ يَتَذَكَّرُ الانسَـانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَـالَيْتَنِا قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى * فَيَوْمَـاِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُا أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُا أَحَدٌ * يَـا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَـاِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَـادِى﴾.
هذه السورة مكية في قول الجمهور. وقال عليّ بن أبي طلحة : مدنية. ولما ذكر فيما قبلها ﴿وُجُوهٌ يومئذ خَـاشِعَةٌ﴾، و﴿وُجُوهٌ يومئذ نَّاعِمَةٌ﴾، أتبعها بذكر الطوائف المتكبرين المكذبين المتجبرين الذين وجوههم خاشعة، وأشار إلى الصنف الآخر الذين وجوههم ناعمة بقوله :﴿أَحَدٌ * يَـا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَـاِنَّةُ﴾. وأيضاً لما قال :﴿إِلا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾، قال هنا :﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾، تهديداً لمن كفر وتولى. وقرأ أبو الدينار الأعرابي : والفجر، والوتر، ويسر بالتنوين في الثلاثة. قال ابن خالويه : هذا كما روي عن بعض العرب أنه وقف على آخر القوافي بالتنوين، وإن كان فعلاً، وإن كان فيه ألف ولام. قال الشاعر :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٦٥
أقلّي اللوم عاذل والعتاباوقولي إن أصبت لقد أصابا
انتهى. وهذا ذكره النحويون في القوافي المطلقة إذا لم يترنم الشاعر، وهو أحد الوجهين اللذين للعرب إذا وقفوا على الكلم في الكلام لا في الشعر، وهذا الأعرابي أجرى الفواصل مجرى القوافي. وقرأ الجمهور :﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ بالتنوين ؛ وابن عباس : بالإضافة، فضبطه بعضهم. ﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ بلام دون ياء، وبعضهم وليالي عشر بالياء، ويريد : وليالي أيام عشر. ولما حذف الموصوف المعدود، وهو مذكر، جاء في عدده حذف التاء من عشر. والجمهور :﴿وَالْوَتْرِ﴾ بفتح الواو وسكون التاء، وهي لغة قريش. والأغر عن ابن عباس، وأبو رجاء وابن وثاب وقتادة وطلحة والأعمش والحسن : بخلاف عنه ؛ والأخوان : بكسر الواو، وهي لغة تميم، واللغتان في الفرد، فأما في الرحل فالكسر لا غير. وحكى الأصمعي :
٤٦٧