ولما ذكر تعالى شيئاً من أحوال من يعذب، ذكر شيئاً من أحوال المؤمن فقال :﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ﴾، وهذا النداء الظاهر إنه على لسان ملك. وقرأ الجمهور : بتاء التأنيث. وقرأ زيد بن علي : يا أيها بغير تاء، ولا أعلم أحداً ذكر أنها تذكر، وإن كان المنادى مؤنثاً، إلا صاحب البديع. وهذه القراءة شاهدة بذلك، ولذلك وجه من القياس، وذلك أنه لم يثن ولم يجمع في نداء المثنى والمجموع ؛ فكذلك لم يؤنث في نداء المؤنث. ﴿الْمُطْمَاِنَّةُ﴾ : الآمنة التي لا يلحقها خوف ولا حزن، أو التي كانت مطمئنة إلى الحق لم يخالطها شك. قال ابن زيد : يقال لها ذلك عند الموت وخروجها من جسد المؤمن في الدنيا. وقيل : عند البعث. وقيل : عند دخول الجنة. ﴿إِلَى رَبِّكِ﴾ : أي إلى موعد ربك. وقيل : الرب هنا الإنسان دون النفس، أي ادخل في الأجساد، والنفس اسم جنس. وقيل : هذا النداء هو الآن للمؤمنين. لما ذكر حال الكفار قال : يا مؤمنون دوموا وجدوا حتى ترجعوا راضين مرضيين، ﴿رَاضِيَةً﴾ بما أوتيته، ﴿مَّرْضِيَّةً﴾ عند الله. ﴿فَادْخُلِى فِى عِبَادِى﴾ : أي في جملة عبادي الصالحين. ﴿وَادْخُلِى جَنَّتِى﴾ معهم. وقيل : النفس والروح، والمعنى : فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ الجمهور :﴿فِى عِبَادِى﴾ جمعاً ؛ وابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وأبو جعفر وأبو صالح والكلبي وأبو شيخ الهنائي واليماني : في عبدي على الإفراد، والأظهر أنه أريد به اسم الجنس، فمدلوله ومدلول الجمع واحد. وقيل : هو على حذف خاطب النفس مفردة فقال : فادخلي في عبدي : أي في جسد عبدي. وتعدى فادخلي أولاً بفي، وثانياً بغير فاء، وذلك أنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعددت إليه بفي، دخلت في الأمر ودخلت في غمار الناس، ومنه :﴿فَادْخُلِى فِى عِبَادِى﴾. وإذا كان المدخول فيه ظرفاً حقيقياً، تعدت إليه في الغالب بغير وساطة في. قيل : في عثمان بن عفان. وقيل : في حمزة. وقيل : في خبيب بن عدي، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٦٥
ولما ذكر تعالى شيئاً من أحوال من يعذب، ذكر شيئاً من أحوال المؤمن فقال :﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ﴾، وهذا النداء الظاهر إنه على لسان ملك. وقرأ الجمهور : بتاء التأنيث. وقرأ زيد بن علي : يا أيها بغير تاء، ولا أعلم أحداً ذكر أنها تذكر، وإن كان المنادى مؤنثاً، إلا صاحب البديع. وهذه القراءة شاهدة بذلك، ولذلك وجه من القياس، وذلك أنه لم يثن ولم يجمع في نداء المثنى والمجموع ؛ فكذلك لم يؤنث في نداء المؤنث. ﴿الْمُطْمَاِنَّةُ﴾ : الآمنة التي لا يلحقها خوف ولا حزن، أو التي كانت مطمئنة إلى الحق لم يخالطها شك. قال ابن زيد : يقال لها ذلك عند الموت وخروجها من جسد المؤمن في الدنيا. وقيل : عند البعث. وقيل : عند دخول الجنة. ﴿إِلَى رَبِّكِ﴾ : أي إلى موعد ربك. وقيل : الرب هنا الإنسان دون النفس، أي ادخل في الأجساد، والنفس اسم جنس. وقيل : هذا النداء هو الآن للمؤمنين. لما ذكر حال الكفار قال : يا مؤمنون دوموا وجدوا حتى ترجعوا راضين مرضيين، ﴿رَاضِيَةً﴾ بما أوتيته، ﴿مَّرْضِيَّةً﴾ عند الله. ﴿فَادْخُلِى فِى عِبَادِى﴾ : أي في جملة عبادي الصالحين. ﴿وَادْخُلِى جَنَّتِى﴾ معهم. وقيل : النفس والروح، والمعنى : فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ الجمهور :﴿فِى عِبَادِى﴾ جمعاً ؛ وابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وأبو جعفر وأبو صالح والكلبي وأبو شيخ الهنائي واليماني : في عبدي على الإفراد، والأظهر أنه أريد به اسم الجنس، فمدلوله ومدلول الجمع واحد. وقيل : هو على حذف خاطب النفس مفردة فقال : فادخلي في عبدي : أي في جسد عبدي. وتعدى فادخلي أولاً بفي، وثانياً بغير فاء، وذلك أنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعددت إليه بفي، دخلت في الأمر ودخلت في غمار الناس، ومنه :﴿فَادْخُلِى فِى عِبَادِى﴾. وإذا كان المدخول فيه ظرفاً حقيقياً، تعدت إليه في الغالب بغير وساطة في. قيل : في عثمان بن عفان. وقيل : في حمزة. وقيل : في خبيب بن عدي، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٦٥


الصفحة التالية
Icon