نَقِيبًا ) إلى آخر الآية [سورة المائدة: ١٢]. فهذا عهدُ الله الذي عهد إليهم، وهو عهد الله فينا، فمن أوفى بعهد الله وفَى الله له بعهده (١).
٨٠٩- وحُدِّثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله"وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم"، يقول: أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي ﷺ وفي غيره،"أوف بعهدكم"، يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة (٢).
٨١٠- وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال قال ابن زيد في قوله:"وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم"، قال: أوفوا بأمري أوفِ بالذي وعدتكم، وقرأ:( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ) حتى بلغ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) [سورة التوبة: ١١١]، قال: هذا عهده الذي عهده لهم (٣).
* * *
القول في تأويل قوله تعالى ذكره: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) ﴾
قال أبو جعفر: وتأويل قوله:"وإياي فارهبون"، وإياي فاخْشَوْا - واتَّقُوا أيها المضيّعون عهدي من بني إسرائيل، والمكذبون رسولي الذي أخذتُ ميثاقكم - فيما أنزلتُ من الكتُب على أنبيائي -أن تؤمنوا به وتتبعوه- أن أُحِلّ بكمْ من عقوبتي، إن لم تنيبوا وتتوبوا إليّ باتباعه والإقرار بما أنزلت إليه، ما أحللتُ بمن خالف أمري وكذّب رُسلي من أسلافكم. كما:-
٨١١- حدثني به محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق،
(٢) الأثر : ٨٠٩- في ابن كثير ١ : ١٥٠، الدر المنثور ١ : ٦٣، والشوكاني ١ : ٦١.
(٣) الأثر : ٨١٠- لم أجده في مكان.