و"الشرعة" هي"الشريعة" بعينها، تجمع"الشرعة""شِرَعًا"، (١) "والشريعة""شرائع". ولو جمعت"الشرعة""شرائع"، كان صوابًا، لأن معناها ومعنى"الشريعة" واحد، فيردّها عند الجمع إلى لفظ نظيرها. وكل ما شرعت فيه من شيء فهو"شريعة". ومن ذلك قيل: لشريعة الماء"شريعة"، لأنه يُشْرع منها إلى الماء. ومنه سميت شرائع الإسلام"شرائع"، لشروع أهله فيه. ومنه قيل للقوم إذا تساووا في الشيء:"هم شَرَعٌ"، سواءٌ.
* * *
وأما"المنهاج"، فإنّ أصله: الطريقُ البيِّن الواضح، يقال منه:"هو طريق نَهْجٌ، وَمنهْجٌ"، بيِّنٌ، كما قال الراجز: (٢)
مَنْ يكُ فِي شَكٍّ فَهذَا فَلْجُ... مَاءٌ رَوَاءٌ وَطَرِيقٌ نَهْجُ (٣)
ثم يستعمل في كل شيء كان بينًا واضحًا سهلا.
* * *
فمعنى الكلام: لكل قوم منكم جعلنا طريقًا إلى الحق يؤمُّه، وسبيلا واضحًا يعمل به.
* * *
(٢) كأنه راجز من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة ١: ١٦٨، ومعجم ما استعجم: ١٠٢٧، واللسان (روي)، وروايتهم جميعًا: "من يك ذا شك". ولكن هكذا جاء في المخطوطة والمطبوعة.
و"فلج" (بفتح فسكون): ماءه لبني العنبر بن عمرو بن تميم، يكثر ذكره في شعر بني تميم، ويمتدحون ماءه، قال بعض الأعراب:
أَلا شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ مُزْنٍ عَلَى الصَّفَا | حَدِيثَهُ عَهْد بالسَّحَاب المُسَخَّرِ |
إلَى رَصَفٍ مِنْ بَطْنِ فَلْجٍ، كأَنَّهَا | إذَا ذُقْتَهَا بَيُّوتَةً مَاءُ سُكَّرِ |