القول في تأويل قوله :﴿ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ﴾
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: وأنشأ النخل والزرع مختلفا أكله= يعني بـ"الأكل"، (١) الثمر. يقول: وخلق النخل والزرع مختلفًا ما يخرج منه مما يؤكل من الثمر والحب ="والزيتون والرمان متشابهًا وغير متشابه"، في الطعم، (٢) منه الحلو، والحامض، والمزّ، (٣) كما:-
١٣٩٥٩- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:(متشابهًا وغير متشابه)، قال:"متشابهًا"، في المنظر="وغير متشابه"، في الطعم.
* * *
وأما قوله:(كلوا من ثمره إذا أثمر)، فإنه يقول: كلوا من رطبه ما كان رطبًا ثمره، كما:-
١٣٩٦٠- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو همام الأهوازي قال، حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب في قوله:(كلوا من ثمره إذا أثمر)، قال: من رطبه وعنبه.
١٣٩٦١- حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا محمد بن الزبرقان قال، حدثنا موسى بن عبيدة في قوله:(كلوا من ثمره إذا أثمر)، قال: من رطبه وعنبه. (٤)
* * *

(١) انظر تفسير (( الأكل )) فيما سلف ٥ : ٥٣٨.
(٢) انظر تفسير (( متشابه )) فيما سلف ١ : ٣٨٩ - ٣٩٤ / ٢ : ٢١٠، ٢١١ / ٦ : ١٧٣ / ١١ : ٥٧٨.
(٣) (( المز )) ( بضم الميم ) : ما كان طعمه بين الحلو والحامض، يقال :(( شراب مز )).
(٤) الأثران : ١٣٩٦٠، ١٣٩٦١ - (( أبو همام الأهوازي )) في الأثر الأول، هو (( محمد بن الزبرقان ))، في الأثر الثاني. ثقة. مضت ترجمته برقم : ٨٧٧.


الصفحة التالية