لا يعلم إلا بوحي من عنده مع رسول يرسله إلى خلقه، أو بسماع منه، فبأي هذين الوجهين علمتم أنّ الله حرم ذلك كذلك، برسول أرسله إليكم، فأنبئوني بعلم إن كنتم صادقين ؟ أم شهدتم ربكم فأوصَاكم بذلك، وقال لكم:"حرمت ذلك عليكم"، فسمعتم تحريمه منه، وعهدَه إليكم بذلك؟ (١) فإنه لم يكن واحدٌ من هذين الأمرين. يقول جل ثناؤه:(فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا)، يقول: فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق ممن تخرَّص على الله قيلَ الكذب، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم، وتحليل ما لم يحلل (٢) =(ليضل الناس بغير علم)، يقول: ليصدّهم عن سبيله (٣) =(إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، يقول: لا يوفّق الله للرشد من افترى على الله وقال عليه الزُّور والكذب، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم، كفرًا بالله، وجحودًا لنبوة نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، (٤) كالذي:-
١٤٠٧٧- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا)، الذي تقولون.
١٤٠٧٨- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: كانوا يقولون = يعني الذين كانوا يتّخذون البحائر والسوائب =: إن الله أمر بهذا. فقال الله:(فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليضل الناس بغير علم).
* * *

(١) انظر تفسير (( شهداء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( شهد )
= وتفسير (( وصى )) فيما سلف ٩ : ٢٩٥، تعليق : ٢، والمراجع هناك.
(٢) انظر تفسير (( الافتراء )) فيما سلف ص : ١٥٣، تعليق : ٥، والمراجع هناك.
(٣) انظر تفسير (( الضلال )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ).
(٤) انظر تفسير (( الهدى )) فيما سلف من فهارس اللغة ( هدى ).
= وتفسير (( الظلم )) فيما سلف منها ( ظلم ).


الصفحة التالية
Icon