١٤١٥٠- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن)، قال:"التي هي أحسن"، أن يأكل بالمعروف إن افتقر، وإن استغنى فلا يأكل. قال الله:( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ )، [سورة النساء: ٦]. قال: وسئل عن الكسوة، فقال: لم يذكر الله الكسوة، إنما ذكر الأكل.
* * *
وأما قوله:(حتى يبلغ أشده)، فإن"الأشُدّ" جمع"شَدٍّ"، كما"الأضُرّ" جمع"ضر"، وكما"الأشُرّ" جمع"شر"، (١) و"الشد" القوة، وهو استحكام قوة شبابه وسنه، كما"شَدُّ النهار" ارتفاعه وامتداده. يقال:"أتيته شدَّ النهار ومدَّ النهار"، وذلك حين امتداده وارتفاعه; وكان المفضل فيما بلغني ينشد بيت عنترة:
عَهْدِي بِهِ شَدَّ النَّهَارِ كَأَنَّمَا... خُضِبَ اللَّبَانُ وَرَأْسُهُ بِالْعِظْلِمِ (٢)
ومنه قول الآخر: (٣)
تُطِيفُ بِهِ شَدَّ النَّهَارِ ظَعِينَةٌ... طَوِيلَةُ أَنْقَاءِ اليَدَيْنِ سَحُوقُ (٤)
(٢) من معلقته المشهورة، وهذا البيت من أبيات وصف فيها بطلا مثله، يقول قبله :
لَمَّا رَآنِي قَدْ قَصَدْتُ أُرِيدُهُ | أَبْدَى نَوَاجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ |
فَطَعَنْتُهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ | بِمُهَنَّدٍ صَافِي الحَدِيدَةِ مِخْذَمِ |
(٣) لم أعرف قائله.
(٤) (( الظعينة ))، يعني زوجته. (( الأنقاء )) جمع (( نقو )) ( بكسر فسكون )، وهو كل عظم فيه مخ، كعظام اليدين والساقين، وامرأة (( سحوق )) : طويلة كأنها نخلة مستوية قد انجرد عنها كربها.